“الحب شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما”. يبدو أن موسوعة “ويكيبيديا” الحرة، اختارت أن تكون محايدة جدا في تعريفها للحب، على خلاف “بيرون” الذي قال: “الحب جزء من وجود الرجل، ولكنه وجود المرأة بأكمله”، وقول “بلزاك”: “الحب امرأة ورجل وحرمان”، فأول شيء يتبادر إلى أذهاننا عندما نتكلم عن الحب، هو وجود رجل وامرأة، وهو “ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة”، كما قال “ابن حزم الأندلسي” في رائعته “طوق الحمامة”. لكن، عندما يكون المحبان من نفس الجنس، يكلمان بعضهما في الهاتف كل يوم، ويتبادلان رسائل قصيرة تقطر صبابة، ويلتقيان أكثر من مرة في الأسبوع لتمضية أوقات ممتعة، بل يعاشران بعضهما في المضاجع، فهنا سيكون الخروج عن الفطرة الإنسانية السوية.
Actif أو Passif وجهان لعملة واحدة
يتحدثان في الهاتف كل يوم، ليطمئنا على بعضهما البعض، فما يجمعهما أكثر من مجرد حب، “لا أمارس الجنس مع رفيقي كل يوم كما يظن البعض، بل مرتين في الشهر كافية بالنسبة لي وله، وهذا يدل على أن علاقتنا غير مبنية على المتعة المادية فقط” يقول حكيم، وهو محاسب في أحد البنوك، محاولا التأكيد على صدق حبه لرفيقه الذي عاشره مدة خمس سنوات، صاحبه في الحلوة والمرة، وكان له السند القوي بعد إصابته بعجز جنسي، جراء سقوطه من الطابق الثاني للعمارة التي يقطن بها، ما أدى لإصابة نخاعه الشوكي، لذا فدور حكيم هو الاستقبال فقط.
نفس الشيء يؤكده عصام، طالب بالسنة الثالثة فلسفة، “العلاقة الجنسية التي تجمع رجلين، مبنية على الأخذ والعطاء، فأحدهما يكون سلبيا، وهو المستقبل ودوره مثل دور المرأة، أما الطرف الثاني فهو الفاعل الرئيسي والعنصر الإيجابي الذي يقوم بعملية الإيلاج، لذا فأغلب المستقبلين تجدهم يعانون من ضعف الانتصاب، أو صغر حجم العضو الذكري”، أما عن دوره في العلاقات الحميمية التي تجمعه مع شبان يدرسون بنفس الكلية، فرفض عصام الإجابة، مقتصرا على عبارة “مرة أكتيف مرة باسيف”، وهي العبارة التي وجدناها تتكرر في بروفايلات بعض المواقع الاجتماعية، التي يسخرها المثليون لجلب أكبر عدد من أقرانهم، لمشاركتهم نزواتهم العابرة.
لا يتعلق الأمر هنا بالنساء، بل بالعلاقة الجنسية اللطيفة التي تجمعهن، وهذا أبرز ما يميز الجماع الأنثوي، لمسات خفيفة، همسات حنونة، وقبل دافئة، بعيدا عن العنف الذكوري الذي يكتنف أغلب العلاقات الحميمية بين الرجل والمرأة، هذا ما حاولت كوثر إيصاله بأكثر من كلمة، واجدة صعوبة في نقل وتصوير حالة الحب التي تعيشها مع بنات جنسها، “لن تحس بعمق وجمال حالة العشق التي أمضيها مع قريناتي، إلا من جربت الموضوع بنفسها. ما يجمعنا أكثر من مجرد نزوة عابرة، وهذا ما يميز الجنس مع الفتيات”. كوثر شابة مطلقة في بداية الثلاثينات، ذاقت الويل مع زوجها الذي يكبرها بستة وعشرين سنة، تصفه بـ”الحيوان” و”الهمجي”، كونه لا يهتم إلا بإشباع شبقه الجنسي، دون الالتفات لرغباتها، التي ظلت مكبوتة لسنوات عديدة، قبل أن تتذوق حلاوة معاشرة بنات جلدتها، ذات أحد في منزل إحدى صديقات أختها. “كان الأمر أشبه بالحلم، لم أكن أعي ما أفعل وما يفعل بي، لأنني كنت في حالة يرثى لها، بعد شجار دار بيني وبين زوجي، لأجد نفسي بين أيادي ناعمة وأحضان دافئة، تشعرني لأول مرة بأنوثتي الحقيقية، فكانت تلك بداية علاقاتي الحميمية مع الجنس اللطيف”.
الصالونات النسائية مرتع خصب لأغلب المثليات
معظم المثليات يؤكدن على رقي وسمو الممارسة الجنسية مع المرأة، راسمات صورة سوداء للرجل، باعتباره متسلطا، أنانيا ووحشا، لا يتنازل عن سيطرته خلال فترة الجماع قيد أنملة، فهو الآمر الناهي فوق السرير، أو “سي السيد” كما يحلو لـ”سميرة” تسميته. هي شابة تعمل في مجال التجميل، وتملك صالونا للحلاقة بعين السبع، حيث المجال خصب لصيد ما لذ وطاب من أجساد بضة، “أكثر ما يثيرني في الأنثى، هو امتلاء شفاهها، بالإضافة إلى امتلاء الصدر والفخذين، كما أن العينان نقطتا جذب قوية، أقيس من خلالهما مدى شغف المرأة بالجنس، مهما بدا عليها من وقار وحياء من خلال هندامها”، كلام “سميرة” عن النساء، يشبه كثيرا كلام “زكي باشا الدسوقي” بطل الرواية الشهيرة “عمارة يعقوبيان” لكاتبها المصري “علاء الأسواني”، فقد أضحت بعد مغامراتها المثيرة، خبيرة بسرائر النساء جميعا، اللواتي تبحث عنهن كذلك، في مواقع الدردشة الاجتماعية. تقدم نفسها كصديقة في البداية، لتعقب بسلسلة من الإغراءات بهدف جذب أكبر عدد من المهتمات بتحسين مظهرهن، وصقل جمالهن في صالونها بمقابل بسيط في البداية، ليكون غاليا في آخر المطاف، لأن أغلب من تقعن في الشرك، يدمن على ممارسة الجنس إن وجدن من تلبي شهوتهن، وإلا فالعادة السرية هي الملجأ الوحيد.
عفوا عزيزي الرجل… اللعبة أفحل منك!
عندما نتكلم عن العادة السرية عند النساء، فإننا نتساءل مباشرة عن كيفية سير هذه العملية التي تبدو صعبة بعض الشيء، مقارنة مع الرجال الذين يكتفون بالاستمناء كشر لابد منه، إذا تقطعت سبل الوصول إلى جنة الخلد. الإجابة بكل بساطة هي “اللعب” أو “Sex toys”. ظهرت منذ القرن التاسع عشر، لتنتشر بصورة كبيرة في السنين القليلة الماضية، في المحلات التجارية الأجنبية الكبرى. آلات ومعدات خاصة بالعادة السرية لكلا الجنسين، غير أن حظ المرأة كان أوفر هذه المرة، لتنوع الأدوات الخاصة بها. إذ تقدم بعض الشركات الأجنبية المتخصصة في صناعة اللذة، باقة مختلفة من القضبان البلاستيكية المرنة الملونة، تناسب جميع الأذواق والمقاسات المرغوبة، من طويلة وقصيرة، دقيقة وغليظة، مستقيمة أو منحنية، بطعم الكرز أو النعناع، وهو ما يتعذر على الرجال تقديمه، ناهيك عن مدة صلاحيتها المهمة، التي تصل لسنتين، كما أنها لا تتأثر بمزاج ولا مرض ولا زمن. منها اليدوي، والهزاز الأوتوماتيكي الذي يعمل بالبطارية، إلا أن الحصول عليها ليس بالأمر الهين في المغرب، وهو الأمر الذي أكدته “سميرة”، “إذا لم يكن لدى السحاقية صديق أو صديقة في أحد البلدان الأوروبية، فلن تستطيع الحصول على هذه المعدات الجنسية، لذا يبقى الحصول عليها أمرا صعبا، وإلا فالاستعانة بالواقي الذكري، الذي يجري ملؤه بالطحين وما شابه، لإشباع النهم الجنسي”.
تتراوح أسعار لعب الجنس هذه، ما بين 500 درهم و 100 درهم، وإن كانت تقدم لذة مصطنعة، وصورة دونية للممارسة الجنسية، إلا أنها تعتبر عملية ميكانيكية، تماما مثل العلاقة الحميمية التي تجمع الرجل والمرأة في غياب المشاعر والأحاسيس، وهذا ما يجعل المثليات يفضلن أحضان الجنس اللطيف، واللعب المرحة التي تنبض فحولة.
توفيق أو “توتو” كما يحلو للبعض مناداته، يعمل حلاقا، تجاوز عتبة الأربعينات. اختار الحلاقة، كونها المهنة الوحيدة التي تضمن له أطول فترة ممكنة بالقرب من أبناء جنسه، “كنت دائم التعلق بوالدتي في صغري، كما لم تكن تحلو لي الجلسات إلا مع فتيات الحي، وحين بلغت سن المراهقة بدأت أشعر بميل غريب جدا نحو الفتيان، وصلت إلى حد المعاشرة”، لا يجد توفيق حرجا في التعبير عن انجذابه للفتيان، الذين يعفيهم من أداء ثمن الحلاقة إذا ما خضعوا لرغباته المكبوتة، فعشرة دراهم كافية لشراء أكثر من ستة سيجارات، بدل دسها في جيب الحلاق “المخنث”، كما ينعته سكان الحي الذي يقطن به، والغريب في الأمر أن توفيق أب لطفلتين. فرغم زواجه منذ أزيد من خمس سنوات، إلا أن هذا لم يمنعه من ربط علاقات مع أبناء جلدته، فهو من ثنائيي الجنس الذين ينجذبون لكلا الجنسين، ذكورا وإناثا، المهم، هو إشباع الشبق، الأمر نفسه بالنسبة لـ”ماريا”، تعمل سكرتيرة في شركة خاصة، وهي أيضا من ثنائيي الجنس bisexuels، تعاشر مثيلاتها مجانا، بينما تعاشر الرجال مقابل المال، لتحسين أوضاعها المعيشية، “لم أكن أعاشر الرجال من قبل، لكن عندما فقدت بكارتي أثناء علاقتي مع رفيقتي، لم يعد هناك داعي للاقتصار على الفتيات فقط، خاصة أن الدعارة أكثر مجال مدر للمال في جميع البلدان”.
أسرة مغربية
0 تعليقات