أكد الملك محمد السادس في خطابه أمام البرلمان، على أهمية إيلاء اهتمام خاص للمناطق التي تعاني من الهشاشة، مع ضرورة مراعاة خصوصياتها الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية. وشدد على أن النهوض بهذه المناطق، وخاصة الجبال والواحات، يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق عدالة مجالية شاملة تستجيب لتطلعات المواطنين وتعزز التنمية المتوازنة داخل الوطن.
وأشار العاهل المغربي إلى أن تحقيق تنمية منسجمة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تضامن فعلي وتكامل بين مختلف الجهات والمناطق، بما يضمن توزيعا عادلا للفرص والثروات. وأبرز أن الرؤية الملكية للتنمية الترابية تقوم على مبدأ الإنصاف المجالي، عبر تمكين كل منطقة من الاستفادة من مواردها الخاصة واستثمار مؤهلاتها بما يخدم الصالح العام.
وفي هذا السياق، دعا الملك إلى مراجعة شاملة لسياسات تنمية المناطق الجبلية التي تشكل ما يقارب ثلث مساحة المغرب، مع وضع برامج مندمجة تراعي طبيعتها الصعبة وتثمن إمكاناتها الفلاحية والسياحية والبيئية. كما شدد على ضرورة تحسين البنيات التحتية بهذه المناطق وربطها بشبكات النقل والخدمات الأساسية لتقليص الفوارق بينها وبين المدن الكبرى.
ومن جهة أخرى، سلط الملك الضوء على أهمية تثمين السواحل الوطنية عبر تفعيل سياسات التنمية المستدامة، مستحضرا القانون والمخطط الوطني الخاص بالساحل كآليتين أساسيتين لحماية هذه الفضاءات. وأكد على أن استغلال المؤهلات البحرية يجب أن يتم في إطار متوازن يضمن حماية البيئة البحرية، ويسهم في بناء اقتصاد بحري قوي يخلق الثروة وفرص الشغل للشباب.
كما وجه العاهل المغربي دعوته إلى تعزيز التنمية القروية عبر توسيع نطاق المراكز القروية لتصبح نواة للتنمية المحلية. وأوضح أن هذه المراكز قادرة على استيعاب التوسع العمراني وضبطه بشكل منظم، بما يسهم في تقليل الضغط على المدن الكبرى، ويقرب الخدمات الإدارية والاجتماعية من المواطنين في العالم القروي.
وتندرج هذه التوجيهات الملكية ضمن رؤية استراتيجية ترمي إلى بناء نموذج تنموي أكثر شمولا وعدلا، يحقق التكامل بين المجالين القروي والحضري، ويوازن بين متطلبات التنمية وحماية الموارد الطبيعية. وهي دعوة صريحة إلى العمل الميداني الجاد لتجسيد مبادئ العدالة المجالية والارتقاء بالمناطق المهمشة نحو آفاق أوسع من التنمية والازدهار.
التدوينة الملك محمد السادس يؤكد على تنمية متوازنة تشمل الجبال والسواحل والعالم القروي ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.
0 تعليقات