
في حديث مليء بالمشاعر والأسرار غير المعلنة، فتح مغني الراب المغربي طه فحصي، المعروف بلقبه الفني “الكراندي طوطو”، قلبه للمرة الأولى وتحدث عن محطات صعبة من حياته الشخصية، وذلك أثناء استضافته في برنامج “ABtalks” مع الإعلامي أنس بوخش. تقاسم طوطو مع الجمهور تفاصيل موجعة عن طفولته وتجربته القاسية مع عالم الإدمان، وارتباطه العميق بوالدته الراحلة، مما جعل تصريحاته تلقى صدى واسعاً بين محبيه.
وفي بداية حديثه المؤثر، فاجأ “طوطو” الجميع باعترافه بوجود أخ توأم لم يُكتب له أن يرى الحياة، حيث قال بحزن بالغ: “كان لدي توأم، لكنه توفي وهو لا يزال في بطن والدتي”. هذا الحدث المؤلم ترك بصمة نفسية عميقة في وجدانه، جعلته يشعر طيلة حياته وكأن جزءاً منه يعيش بداخله، قائلاً: “كنت أتصرف أحيانا وكأن هناك عقلا آخر يتحكم بي، توأمي الغائب ظل يسكنني في كل خطوة”.
وتابع طه فحصي حديثه عن تأثير هذا الغياب في تشكيل هويته الفنية والشخصية، موضحاً أن شخصية “الكراندي طوطو” هي في جزء منها نتاج لهذا الفراغ العاطفي. وأضاف قائلاً: “توأمي هو من منحني هذه القوة وهذه الهوية التي يعرفها الجمهور اليوم، وكأنه كان يعيش من خلالي”.
وانتقل “طوطو” بعد ذلك لسرد تجربة شخصية شديدة الخصوصية، تتعلق بقرار تركه للدراسة في سن الرابعة عشرة. وأوضح بصراحة نادرة أن خياره لم يكن نتيجة ظروف قاهرة، بل كان قراراً واعياً منه للانغماس في عالم آخر مليء بالتحديات والانحرافات، فقال: “لم أترك المدرسة بسبب مرض والدتي فقط، بل لأنني اخترت الهروب إلى عالم الجريمة والمخدرات والعنف، بحثاً عن هوية ضائعة”.
وعن تفاصيل إدمانه، تحدث “الرابور” المغربي بجرأة نادرة عن علاقته بالمخدرات، معترفاً أنه كان يعيش حالة من التورط العميق مع جميع أنواع المواد المخدرة. وأكد قائلاً: “لم أتحدث سابقاً عن هذا الجانب احتراماً لمشاعر والدتي، لكنها كانت تعلم من خلال أغنياتي، وكنت أطمئنها بأن ما أكتبه مجرد شعر خيالي، رغم أن الحقيقة كانت مختلفة تماماً”.
واسترسل “طوطو” في وصف مرحلة التحول التي عاشها بعد إدراكه خطورة مساره، مشيراً إلى أنه قرر تنظيف حياته من تلك السموم بشكل تدريجي، رغم صعوبة الفصل بين المخدرات والموسيقى التي كانت بالنسبة له متلازمتين. وأوضح قائلاً: “احتجت إلى تغيير جذري، فقد غيّرت أماكني وابتعدت عن أناس كثيرين حتى أتمكن من بناء ذاتي بعيداً عن تأثير المخدرات”.
وفي معرض حديثه عن الأشخاص الذين ساعدوه في هذا المسار، لم يتردد “الكراندي طوطو” في التعبير عن امتنانه الكبير لزوجته، التي كانت سنداً له خلال أصعب اللحظات. وأشار إلى دورها الحاسم في تطهير محيطه من المؤثرات السلبية، قائلاً: “كانت شريكتي الحقيقية في معركة التغيير، ساعدتني في تنظيف حياتي من الأشخاص الذين كانوا يغذون تلك العادات السيئة”.
وبصوت مليء بالندم، عاد “طوطو” بذاكرته إلى تفاصيل علاقته بالمخدرات وكيف سرقت منه لحظات ثمينة مع والدته، قائلاً: “كل دقيقة كنت أقضيها في تعاطي المخدرات كانت تُسرق من وقتي معها. أتذكر أنني كنت أهرب إلى الشرفة لأدخن بعيداً عنها، ومع مرور الوقت، تحولت الدقائق إلى ساعات وأيام ضائعة”.
وفي لحظة مؤثرة، روى “طوطو” تفاصيل اليوم الذي علم فيه بوفاة والدته، مشيراً إلى صدمته الكبيرة عند تلقي الخبر عبر الهاتف. استرجع تلك اللحظة المؤلمة قائلاً: “عندما سمعت النبأ، لم أصدق في البداية. توقفت بسيارتي وانفجرت باكياً، كان ألماً يفوق الوصف”.
ولم يستطع “الرابور” المغربي حبس دموعه عندما سُئل عن أول شيء سيفعله لو عادت والدته إلى الحياة، ليجيب بتأثر بالغ: “لن أقول شيئاً.. فقط كنت سأحتضنها وأجلس بجانبها، وأدع طفلي يلعب بجوارها. هذا وحده يكفيني”.
وفي ختام حديثه، أكد طه فحصي أنه يتحمل كامل المسؤولية عن اختياراته الماضية، مشدداً على أنه كان واعياً بخطورة الطريق الذي سلكه منذ سن مبكرة. واعترف قائلاً: “كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما بدأت، وخالي كان يوفر لنا تلك المواد، ووقتها ظننت أنه يفعل الصواب. لكنني اليوم، أدرك تماماً حجم الخطأ، وأعلم أنني المسؤول الأول عن كل ما حدث”.
ورغم هذه التجارب القاسية، يواصل “الكراندي طوطو” تحقيق النجاحات على الساحة الفنية، حيث يعد من أبرز الأسماء في مشهد الراب المغربي والعربي. ويستعد لإحياء حفل كبير على منصة “أولم السويسي” ضمن فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين إيقاعات العالم”، ليصبح أول فنان مغربي يصعد هذه المنصة التي اعتاد أن يحتلها كبار النجوم العالميين.
التدوينة الكراندي طوطو يكشف أسرار معاناته مع الإدمان وشقيقه التوأم الراحل وتأثير والدته في مسيرته ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.
0 تعليقات