
مع بداية عرضه على المنصات الرقمية خلال موسم رمضان، استطاع المسلسل المغربي “على غفلة” أن يلفت الأنظار بسرعة ويتصدر واجهة النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدًا من قوة قصته وأداء طاقمه التمثيلي المتقن، حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت مع الحلقات الأولى، التي نجحت في شد انتباه المتابعين وتحفيزهم لمتابعة باقي الحلقات، خاصة بعد انكشاف خيوط أولية من الحبكة الدرامية.
وقد لاقى المسلسل اهتمامًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية، بعدما تمكن من تحقيق أرقام مشاهدة مهمة منذ عرضه الأول، حيث حل في المرتبة الثالثة ضمن قائمة الإنتاجات الأكثر مشاهدة على منصة “فرجة”، وذلك رغم المنافسة القوية التي يعرفها موسم الدراما الرمضانية لهذه السنة، والتي تشهد مشاركة عدد من الأعمال المغربية والعربية ذات الإنتاج الكبير والحضور الجماهيري اللافت.
تدور أحداث العمل في أجواء اجتماعية مشحونة بالتوتر والتقلبات العائلية، إذ تبدأ القصة مع “فرح”، طالبة الطب المقيمة في باريس، التي تجد نفسها مضطرة إلى العودة إلى المغرب بعد خبر صادم يفيد باتهام والدتها “مليكة” بقتل زوجها، ما يدفعها لتحمل مسؤولية أشقائها الصغار والسعي لفهم ملابسات الجريمة المفترضة في ظل ظروف نفسية وإنسانية معقدة تجعل من رحلتها داخل الوطن محملة بالأسى والغموض.
ويعتمد المسلسل على تطور تدريجي للأحداث مع الكشف التدريجي عن خلفيات الشخصيات وخبايا الأسرة التي تعيش تحولات قوية على المستويين العاطفي والقانوني، ما يجعل من كل حلقة مادة مثيرة للجدل ومرآة تعكس مواقف إنسانية متضاربة، تتراوح بين الشك والثقة وبين الإدانة والتضحية، لتبني علاقة متوترة بين الأبطال وتؤسس لصراع داخلي يمس القيم والمبادئ التي تنهار تحت وطأة الظروف المفاجئة.
يتوقع المتتبعون أن يعرف العمل تصاعدًا أكبر في نسب المشاهدة خلال الحلقات المقبلة، خاصة مع تصاعد الأحداث ودخول شخصيات جديدة من شأنها أن تزيد القصة تشابكًا وتفتح آفاقًا أوسع لفهم الحقيقة، كما أن الإخراج المحكم واختيار مواقع التصوير بعناية، أسهما في تعزيز جمالية المشاهد وأضفيا بعدًا بصريًا يُقرّب المتلقي من أجواء المسلسل، ويمنحه تجربة مشاهدة فنية تتسم بالواقعية والدقة في التفاصيل.
ويُحسب للمسلسل قدرته على المزج بين التشويق الدرامي والطرح الاجتماعي العميق، إذ يتناول قضايا حساسة تمس الأسرة المغربية والمرأة بشكل خاص، مع تسليط الضوء على جوانب من الضغط النفسي الذي تواجهه الشخصيات، مما يمنح المتفرج فرصة للتأمل في الواقع المعاش من خلال قصص إنسانية قريبة من يومياته، وهو ما جعل “على غفلة” يدخل قلوب الجمهور بسرعة ويصبح من أكثر المواضيع تداولًا على المنصات.
نجاح المسلسل في بداية موسمه الرمضاني يعكس أهمية توظيف عناصر سردية قوية وممثلين متمكنين وواقعية في الطرح، وهو ما تحقق في “على غفلة” بفضل تناغم فريق العمل وجودة الإخراج والكتابة، ما يجعله مرشحًا بارزًا ليحظى بمكانة متقدمة ضمن قائمة الإنتاجات الأكثر تميزًا هذا الموسم، سواء من حيث التفاعل الجماهيري أو من زاوية التقييم النقدي.
التدوينة مسلسل “على غفلة” يحقق نسب مشاهدة عالية ويتصدر تفاعل الجمهور في أولى حلقاته الرمضانية ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.
0 تعليقات