الحمل والولادة هو الهدف والحلم المشترك لأي زوجين يرتبطان من أجل بناء أسرة نموذجية، فمجرد التفكير بهذا الأمر يبعث نوعا من التفاؤل والسعادة، وحصول الحمل كحدث منشود بحد ذاته يبعث في نفس الزوجين السعادة، لتبدأ رحلة الحمل، تتكلل بعد هذه الرحلة الطويلة بكل تفاصيلها وصعوباتها بولادة فرد جديد للعائلة، لكن عندما تتعسر ولادة الطفل بصورة طبيعية يلجأ الطبيب إلى العملية القيصرية، وتتلخص هذه العملية القيصرية بشق البطن وجدار الرحم وإخراج الجنين عبر البطن وإعادة خياطة الجرح، والجدير ذكره أن هذه العمليات وصلت إلى 20% من نسبة الولادات الطبيعية. فما هي خطورتها؟ ومتى يكون اللجوء إليها أمرا ضروريا؟
هنالك نوعان من الولادة القيصرية، الأولى وهي تلك المبرمجة والتي يحدد تاريخها وموعدها في فترة ما أثناء الحمل، لمبرر متفق عليه بين السيدة الحامل وزوجها والطبيب المشرف، وهناك أسباب عديدة لمثل هذه الولادات، ومنها: إذا كان وضع الجنين يمنع حدوث ولادة طبيعية، مثل أن يكون الجنين مستعرضا بالرحم حتى موعد الولادة، أو إذا كانت المشيمة قبل الجنين في أسفل الرحم، أو إذا كانت هناك أمراض تعاني منها الأم تجعل من الولادة الطبيعية خطرا على حياتها، أو تمنع ذلك مثل وجود انزلاق غضروفي بالعمود الفقري، أو وجود بعض الأمراض المنقولة عن طريق الجنس، أو أن هناك ترميم للمهبل قبل هذا التاريخ، أو وجود تاريخ مرضي لعمليتين في الرحم قبل هذا الحمل، أو استجابة لرغبة السيدة الحامل، أو وجود ضيق بحوض السيدة الحامل يمنع مرور الجنين بسلام، أو ضعف بنمو الجنين و صغر حجمه (وزنه أقل من 2 كجم)، مما يجعل الولادة الطبيعية خطرا على حياته، وزيادة أو قلة السائل الأمينيوني المحيط بالجنين بدرجة تهدد حياته، أو إذا كان قد تم إجراء ولادة قيصرية سابقة للأم مع استمرار وجود السبب الذي أجريت بسببه العملية القيصرية السابقة، والنوع الثاني هو الولادة القيصرية الطارئة، التي يضطر الطبيب للجوء إليها عند ظهور مضاعفات طبية أثناء الولادة، والتي من شأنها تهديد صحة الأم أو الجنين أو هما معا، فيقرر الطبيب عدم الاستمرار في محاولة إتمام الولادة المهبلية الطبيعية واللجوء الفوري للولادة القيصرية.
هل لها مضاعفات؟
لا يخلو الأمر من بعض المخاطر كأي عملية جراحية، وهناك بعض المضاعفات التي قد تحدث، وأهم هذه المضاعفات تكون في بداية الشروع بالعملية القيصرية، خصوصا في العمليات الطارئة التي تسبب ارتباكا للجميع، وقد يحدث نزيف شديد أثناء العملية الجراحية، حيث أن معدل تزود الرحم بالدم يزيد عن اللتر الواحد بالدقيقة، وهو ما يتطلب مهارة، خاصة في سرعة ودقة وفن العمل الجراحي، وقد يواجه الطبيب أحيانا صعوبة بولادة الطفل، وقد يحدث التهاب الجرح بعد الولادة، لذلك لابد من تناول المضادات الحيوية التي تمنع ذلك، والعناية بتعقيم الشق الجراحي باستمرار، وهناك أيضا الآلام التي تعاني منها الأم الوالدة بعد العملية الجراحية، وهي جزء طبيعي من مضاعفات العمليات الجراحية بشكل عام، وتزيد في الولادة بسبب رحلة العودة للرحم لوضعه الطبيعي لما قبل الولادة، ويعالج هذا الأمر بتناول مسكنات الألم بصورة إلزامية بعد العملية الجراحية، ويجب أن يبدأ ذلك قبل انتهاء مفعول الدواء المخدر.
• الامتناع عن بذل مجهود شاق.
• الدخول إلى المرحاض فور الشعور بالحاجة (عدم كبح الحاجة).
• ممارسة الرياضة.
• الامتناع عن الوقوف والجلوس لفترات زمنية طويلة
ماذا يحدث أثناء العملية؟
أثناء العملية القيصرية، لابد أن يكون هناك جراح – طبيب نساء وولادة – ومساعد له، وأخصائي تخدير، وفني جراحة، وممرضتين أو قابلتين. يتم عمل فتحة في الجزء السفلي من البطن، حوالي 20 سم تقريبا، وعند الوصول إلى الرحم يتم عمل فتحة أخرى في جدار الرحم لتتم ولادة الطفل من خلالها. وعملية فتح الرحم عملية بسيطة وتستغرق بضع دقائق لإخراج الطفل، وعند استخراج المشيمة يقوم الجراح بإقفال الفتحات وخياطتها بخيوط تذوب مع الوقت، وبالإمكان تقفيل الجلد بدبابيس بدلا من الخيوط. وإذا لم يكن هناك أي مضاعفات أثناء إجراء العملية، فإن العملية تستغرق مابين 20 إلى 30 دقيقة تقريبا .
نصائح سريعة
- بعد العملية ستشعرين بآلام حادة وعدم القدرة على الوقوف مستقيمة، ولكن حاولي إجبار نفسك على ذلك، اضغطي يدك برفق على موضع الجراحة، فمن شأن ذلك أن يريحك، بعد ذلك تنفسي كما تفعلين خلال التقلص، وأجبري نفسك على السير مستقيمة قدر الإمكان، ستكون المهمة بالغة الصعوبة في البداية، ثم تقل في المرة الثانية، لتتمكني بعد قليل من ممارسة التحرك بسهولة تامة.
- بعد إزالة القسطرة البولية تشعر الأم ببعض الألم المحتمل أثناء التبول، وهذا طبيعي ولا يدعو للقلق، فلا يجب أن يؤدي ذلك إلى خوفها الزائد من التبول ومحاولة حبس البول، فهذا الألم البسيط سيزول نهائيا فيما بعد خلال 6 – 8 أسابيع الأولى بعد الولادة، كما سيتم نزول دم مهبلي أحمر اللون، دم النفاس، نتيجة أن الرحم خلال تلك المدة يبدأ بالعودة تدريجيا إلى حجمه الطبيعي قبل الحمل.
- عليك تجنب العلاقة الزوجية إلا بعد استشارة الطبيب، وتجنبي أيضا حمل أي شيء ثقيل وصعود السلالم بشكل متكرر، وتجنبي القيام بالرياضة إلا بعد استشارة الطبيب.
.
0 تعليقات