
يعد رفيق بوبكر أحد أبرز الوجوه الفنية المغربية، المعروف بأدواره المتنوعة في المسرح والسينما، حيث جمع بين الكوميديا والدراما، وحقق حضورا متميزا على مدى عقود من العمل الفني. يتميز بوبكر بآرائه الجريئة حول القضايا الاجتماعية والسياسية، وهو لا يتردد في التعبير عن موقفه من التحولات التي يعيشها المجتمع المغربي، معتمدا على خبرته الطويلة ومتابعته لتطورات الأجيال الجديدة.
أكد رفيق بوبكر في تصريح صحفي أن موجة الاحتجاجات الأخيرة التي قادها الشباب المعروف بجيل زد لم تفاجئه، بل اعتبرها تعبيرا طبيعيا عن وعي جديد لم يكن موجودا لدى الأجيال السابقة. وأوضح أنه رغم بلوغه الخمسين من العمر، يشعر بأنه جزء من هذا الجيل، وأن المطالب التي يرفعها الشباب اليوم ليست فوضوية كما يصورها البعض، بل تستهدف معالجة الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية التي تراكمت على مر العقود.
وأشار بوبكر إلى أن تحميل الحكومة الحالية وحدها مسؤولية الوضع الحالي يعد ظلما، إذ أن قطاعي التعليم والصحة يعانيان من اختلالات متجذرة منذ سنوات طويلة نتيجة غياب رؤية شمولية وسياسات غير فعالة. وأكد أنه لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها، لكنه يوضح أن الإصلاح يحتاج إلى استراتيجيات مؤسساتية مستمرة ودائمة تتجاوز الأشخاص والأحزاب، مع التركيز على معالجة المشكلات العميقة والمتراكمة.
ورأى الممثل المغربي أن ما حدث في الشارع لم يكن مجرد غضب عابر، بل يمثل حدثا اجتماعيا مهما يعكس نشاط المغاربة وتفاعلهم مع قضاياهم، مع الحفاظ على الولاء للمؤسسات الوطنية. وأضاف أن الاحتجاجات أظهرت وعيا شعبيا جديدا، يوازن بين المطالبة بحقوق المواطنين والحفاظ على الثوابت الوطنية، وهو ما يختلف عن الصورة النمطية السائدة حول ردود الفعل الشعبية في المغرب.
وأشار بوبكر أيضا إلى أن جيل اليوم يمتلك الجرأة لمناقشة مواضيع لم تكن الأجيال السابقة قادرة على التعامل معها، وهو ما يعتبر تطورا إيجابيا يعكس نضج الوعي الجماعي. وفي الوقت نفسه، حذر من محاولات البعض تشويه صورة الحراك السلمي، وتحويله إلى حركة عنف أو فوضى، مؤكدا أن الاحتجاج في جوهره حضاري وناضج، ويمكن دعمه والمشاركة فيه ما دام سلميا.
واستطرد الممثل المغربي بأن التحديات في المغرب لا تقتصر على السياسة فقط، بل تشمل أيضا تركيبة النخب التي تدير الشأن العام، منتقدا أداء البرلمان ووصفه بأنه غير فعال، حيث يعاني من ضعف كفاءات بعض النواب الذين لا يستطيعون صياغة جمل مفيدة رغم تقاضيهم رواتب مرتفعة. وأضاف أن الحل لا يكمن في تغيير الأشخاص فقط، بل يتطلب رفع وعي الناخب قبل إعادة تشكيل الوجوه السياسية.
واختتم بوبكر حديثه بتقييمه لدور المعارضة، معتبرا أن وظائفها في المغرب غالبا ما تختزل في الشعارات والمزايدات، بينما في الأنظمة الديمقراطية تقوم بمراقبة الحكومة ومحاسبتها بفعالية، متابعا أن المعارضة الحقيقية تمتلك ملفات قانونية لمساءلة الوزراء وإسقاطهم إذا لزم الأمر. وعن تجربته الشخصية في السياسة، كشف أنه فكر في دخول المجال السياسي لكنه تراجع خشية عدم الوفاء بالوعود، رغم تعاونه مع بعض الأحزاب في القضايا الثقافية والتعاطف مع بعض مواقفها.
التدوينة رفيق بوبكر يؤكد أن الحراك الشبابي يعكس وعيا جديدا في المجتمع المغربي ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.
0 تعليقات