
شهدت الأسواق المغربية في الأيام الأخيرة موجة ارتفاع كبيرة في أسعار السردين، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 25 إلى 30 درهما بعد أن كان لا يتجاوز 5 دراهم في فترات الوفرة، ما أدى إلى تأثير مباشر على ميزانيات الأسر، وخصوصا تلك ذات الدخل المحدود، وسط تراجع القدرة الشرائية وانتشار القلق بين المستهلكين بشأن تأمين الاحتياجات اليومية.
وأفاد المرصد المغربي لحماية المستهلك أن أسباب هذا الارتفاع تعود إلى انخفاض كميات الصيد بشكل ملحوظ بنحو 40% خلال العامين الماضيين، نتيجة التغيرات المناخية وابتعاد أسراب السردين إلى أعماق البحر، إضافة إلى هيمنة بعض الوسطاء على السوق وضعف الرقابة على الأسعار، ما ساهم في تفاقم أزمة الإمدادات وأثر على استقرار السوق بشكل عام.
وطالب المرصد السلطات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة التوازن للأسواق، بما يشمل ضبط الأسعار وتشديد المراقبة على الوسطاء والمضاربين، بالإضافة إلى ضمان توفير المنتوج من خلال تفعيل المخزون الاستراتيجي ودعم الصيادين لتحسين ظروف عملهم وتعزيز إنتاجيتهم، إلى جانب إشراك جمعيات المجتمع المدني لضمان حماية حقوق المستهلكين وتعزيز الشفافية في توزيع المنتوجات.
وأشار المرصد أيضا إلى ضرورة تعزيز الرقابة الصحية لضمان جودة السردين المعروض في الأسواق، ومراقبة سلامة المنتوج منذ الصيد وحتى وصوله إلى المستهلك، بما يساهم في حماية صحة المواطنين وتقليل المخاطر الصحية الناتجة عن سوء التخزين أو النقل أو التسويق، وهو ما يمثل خطوة مهمة لتحقيق استقرار السوق.
وحذر المرصد من أن استمرار هذه الزيادة الحادة في الأسعار قد ينعكس سلبا على الأمن الغذائي للمغاربة ويزيد الفوارق الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع، كما يمكن أن يضعف الجهود المبذولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين ظروف المعيشة، خصوصا في ظل اعتماد العديد من الأسر على السردين كعنصر رئيسي في التغذية اليومية.
ورأى المراقبون أن الحلول تكمن في الجمع بين تدخل الدولة لدعم السوق وتفعيل السياسات الاستراتيجية المتعلقة بالإنتاج والصيد والمخزون، وبين ضبط الأسعار ومراقبة الوسطاء والمضاربين، إضافة إلى تشجيع الصيادين على استدامة نشاطهم وتحسين جودة المنتوج، ما يضمن استقرار الأسواق ويحد من تأثيرات الأزمات على الأسر المغربية بشكل عام.
التدوينة أسعار السردين تشهد ارتفاعا كبيرا وتثقل كاهل الأسر المغربية ويثير قلق المستهلكين ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.
0 تعليقات