كريمة وساط تعبر عن استغرابها من الإقصاء المتعمد للفنانين المتميزين وتغييبها عن الأعمال الفنية

تميزت الفنانة كريمة وساط بمسار فني حافل تجاوز حدود التنوع والإبداع، حيث برزت كلاعبة متمكنة في الساحة الفنية المغربية من خلال مشاركاتها المتعددة في الأعمال الكوميدية والدرامية على حد سواء. بدأت وساط رحلتها الفنية في أجواء مسرحية ودرامية شكلت لها قاعدة متينة سمحت لها بإثبات موهبتها وقدرتها على التكيف مع مختلف الشخصيات التي أوكلت إليها، ما أكسبها شهرة واحتراما بين النقاد والجمهور على حد سواء.
تميزت في تقديم أدوار كوميدية جذابة استطاعت من خلالها أن تدخل قلوب المشاهدين بأسلوبها المميز وحضورها القوي، كما لم تقتصر على هذا الجانب فحسب، بل قدمت كذلك أدوارا درامية عميقة عكست خلالها قدرة فائقة على التعبير عن مشاعر مختلفة وأبعاد إنسانية معقدة.
بفضل مرونتها الفنية والموهبة الكبيرة التي تمتلكها، كانت كريمة وساط من الأسماء التي اعتمد عليها صناع الدراما المغربية في خلق توازن بين الكوميديا والجدية، مما جعلها واحدة من الركائز الأساسية في المشهد الفني المغربي خلال سنوات نشاطها.
في تصريح صحفي كشفت كريمة وساط أن حالة الغياب التي تعيشها على الساحة الفنية ليست مقتصرة على شخصها فقط، بل هي ظاهرة تطال عددا كبيرا من الفنانين المخضرمين وأسماء بارزة من أجيال سابقة، حيث تم تهميشهم وإقصاؤهم بدون مبررات واضحة. وأوضحت وساط أن التغيرات التي طرأت على مظهرها قد تكون أحد الأسباب التي أدت إلى هذا الإقصاء، رغم أنها لا تزال تملك كامل طاقتها وقدرتها على تقديم أعمال فنية متجددة ومتنوعة، قادرة على ملء شتى الأدوار التي تتطلبها الساحة الفنية، سواء في التلفزيون أو المسرح.
وأكدت أن غيابها المفاجئ وغير المبرر عن الأعمال الفنية يجعلها في حالة حيرة شديدة، خصوصا وأنها تحمل بطاقات رسمية تؤهلها للعمل وتمارس نشاطها بشكل مهني، مما يوجب أن تحظى بفرص عادلة مثل غيرها من الزملاء. وأشارت إلى أن العديد من الفنانين من جيلها يعانون نفس الظرف، حيث لا يحصلون على فرص للمشاركة في الإنتاجات الدرامية أو التلفزيونية، في ظل معايير غير شفافة تعتمدها الجهات المنتجة، وهو ما يضيف غموضا كبيرا إلى أسباب هذا الإقصاء الممنهج.
تحدثت وساط أيضا عن أثر هذه الحالة على حالتها النفسية والمعنوية، لافتة إلى أن خسارتها الوزن بشكل ملحوظ أدت إلى تراجع فرصها في الأعمال الفنية، لأن المنتجين والمخرجين كانوا يفضلونها في أدوار تتطلب مظهرا معينا مرتبطا بوزنها السابق. وأكدت أن ابتعادها عن الأضواء لم يكن قرارها أو اختيارها، بل فرضته الظروف التي أدت إلى استبعادها من الأعمال، مما سبب لها اكتئابا وألما نفسيا وماديا كبيرين، جعلها تشعر بالندم أحيانا على خضوعها للعملية التي أثرت في مظهرها.
كما أعربت عن حنينها لجمهورها ولحضورها على الشاشة، مؤكدة أنها لا تزال تتمتع بالكفاءة والموهبة التي تمكنها من تجسيد مختلف الأدوار في المسلسلات والمسرحيات على حد سواء، الأمر الذي يجعلها تتساءل عن سبب استمرار هذا التهميش والغياب الذي طالها في السنوات الأخيرة. وكشفت أنها لا تعمل حاليا بصفة منتظمة، بل تعتمد على فرص متفرقة في التنشيط، سواء في الأعراس أو المدارس، كما مارست لفترة قصيرة العمل في أماكن الترفيه الليلي لكنها توقفت بناء على طلب جمهورها ومحبيها الذين لم يرغبوا في استمرارها بذلك المجال.
وأوضحت وساط أن متابعتها للأعمال الدرامية، خاصة خلال الموسم الرمضاني، تجعلها تشعر بمرارة الظلم والإقصاء، إذ لا تجد لنفسها أي مكان ضمن هذه الأعمال رغم قدرتها على أداء أدوار درامية وكوميدية متنوعة تناسب جميع متطلبات الإنتاجات الحديثة، مما يعكس حالة من عدم الإنصاف في مجال التمثيل يطال العديد من الفنانين القدامى ممن يستحقون فرصا عادلة ومتكافئة في المجال الفني.

التدوينة كريمة وساط تعبر عن استغرابها من الإقصاء المتعمد للفنانين المتميزين وتغييبها عن الأعمال الفنية ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.


إرسال تعليق

0 تعليقات