زهيرة صديق تتحدث عن تجربة مؤلمة مع السحر وتجسدها في عمل درامي جريء

في حديث مؤثر ومليء بالصدق، كشفت الممثلة المغربية زهيرة صديق عن مرحلة صعبة مرت بها خلال حياتها، حيث عانت من آثار سحر وشعوذة مورست ضدها من أفراد مقربين، الأمر الذي أدخلها في دوامة من الأزمات الصحية والنفسية التي ظلت تعاني منها لسنوات دون أن تدرك أسبابها الحقيقية أو تجد لها تفسيرا منطقيا. لقد كان شعورها بالتيه والضعف مضاعفا بسبب جهلها بما يحدث في كواليس محيطها.
ولم يكن تجاوز تلك المرحلة بالأمر الهين، فقد روت الفنانة كيف اختارت الاحتماء بالإيمان واللجوء إلى الذكر وتلاوة القرآن الكريم كوسيلة للخلاص من هذه المحنة الخفية. إذ أكدت أن قوتها استمدتها من يقينها بأن الشفاء لا يكون إلا بإرادة الله، وأن الرجوع إلى الجانب الروحي كان بمثابة طوق نجاة أنقذها من حالة اليأس التي كانت تجرها إلى القاع، وفتح أمامها أبواب الطمأنينة من جديد.
من خلال هذا المسار الروحي، استطاعت زهيرة أن تعيد ترتيب أولوياتها، فباتت أكثر وعيا بما يجري حولها وأكثر حذرا في علاقاتها وتعاملاتها اليومية. كما بينت أن التجربة علمتها أن الأعمال الخفية كالتي تعرضت لها لا تستثني أحدا، إذ يمكن أن تطال أي فرد في لحظة ضعف أو غفلة. ولذلك، أصبحت ترى في التحصين الذاتي درعا لا بد منه، يقي الإنسان من السقوط في فخاخ الظلام.
وفي سياق متصل، شاركت زهيرة صديق في السباق الرمضاني الجاري من خلال مسلسل “جرح قديم”، حيث أدت شخصية امرأة تمارس الشعوذة وتستغل طقوس السحر لإيذاء أقاربها، في تحول جذري عن الأدوار السابقة التي عرفها بها الجمهور. وقد أثار هذا الدور انقساما واسعا في الرأي العام، بين من استغرب إقدامها على لعب شخصية كهذه، ومن اعتبر أداؤها تجسيدا بارعا لواقع مرير ينبغي طرحه في الدراما.
وعن دوافع اختيارها لهذا الدور، صرحت الفنانة أن القرار لم يكن عشوائيا، بل جاء انطلاقا من رغبتها في نقل معاناة كثيرين يعيشون في ظل هذه الظواهر المؤذية بصمت وخوف، وأن عرض هذه القضايا عبر الشاشة يسلط الضوء على مخاطرها ويخلق نقاشا مجتمعيا ضروريا. وأكدت أن تقمصها للشخصية كان بهدف كشف الوجه الحقيقي لممارسات قد تبدو غريبة لكنها حاضرة بقوة في مجتمعاتنا.
وتعد زهيرة صديق من الأسماء اللامعة في مجال التمثيل المغربي، حيث راكمت رصيدا فنيا غنيا على امتداد سنوات من العمل الجاد سواء في التلفزيون أو المسرح. وتؤمن بأن التجربة القاسية التي مرت بها أضافت إلى شخصيتها عمقا إنسانيا جديدا، وأثرت في طريقة تعاطيها مع أدوارها وأفكارها الفنية، لتصبح أكثر التصاقا بهموم الناس وقضاياهم.
وبفضل تألقها المستمر وقدرتها على التلون في الأدوار، تواصل زهيرة صديق فرض حضورها القوي على الساحة الفنية، حيث تشكل تجربتها مزيجا نادرا من الصدق الإنساني والاحتراف الفني، ما يجعلها واحدة من الفنانات القليلات اللواتي نجحن في تحويل الألم إلى رسالة تحمل الكثير من المعاني والضوء.

التدوينة زهيرة صديق تتحدث عن تجربة مؤلمة مع السحر وتجسدها في عمل درامي جريء ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.


إرسال تعليق

0 تعليقات