فاتن اليوسفي تتحدث عن مسارها الفني وتفاصيل انتقالها من الهندسة إلى الكتابة الإبداعية

شرعت فاتن اليوسفي في رسم ملامح مسيرتها الفنية سنة 2004، من خلال مشاركتها في البرنامج التلفزيوني “15 سنة 15 موهبة”، الذي شكل منصة لاكتشاف إمكانياتها في مجال الكتابة الساخرة. وقد كان هذا الظهور الأول محطة أساسية في إثبات موهبتها، مما منحها فرصة الاشتغال على إنتاجات درامية متعددة عرضت على القناة الثانية، من ضمنها مسلسلات وسيتكومات لا تزال راسخة في ذاكرة المشاهدين.
لم تكن بداية فاتن في هذا المجال نتيجة تخطيط مسبق، بل جاءت كتحول مفاجئ في حياتها، حيث كانت حينها تتابع دراستها في ميدان الهندسة. ومع ذلك، استطاعت أن تجد توازنا بين عالم الأرقام وشغفها بالإبداع الأدبي، لتقرر لاحقا، وبالضبط سنة 2015، التخلي عن المسار العلمي بشكل نهائي والتفرغ بشكل كامل لعالم الكتابة الفنية الذي استحوذ على اهتمامها.
وترى فاتن أن النص المكتوب هو الأساس الحقيقي لأي عمل فني ناجح، سواء تعلق الأمر بالفيلم أو المسلسل أو العرض المسرحي. فهي تعتبر أن كل المجهودات التقنية من تصوير وتمثيل وإخراج تبقى محدودة الأثر ما لم تستند إلى سيناريو محكم يحمل عمقا ومعنى، وهو ما يجعل الكاتب عنصرا محوريا في المعادلة الفنية.
اختارت دخول مجال الفن في فترة دقيقة من حياتها، إذ كانت حينها تستعد لاجتياز امتحانات مصيرية في دراستها، غير أن حبها للكتابة منحها طاقة مضاعفة لتجاوز التحديات. وقد تمكنت، بفضل هذا الشغف، من إثبات اسمها وسط بيئة إبداعية تتطلب الكثير من الالتزام والجرأة، مما جعلها من الأسماء المألوفة في حقل كتابة السيناريو.
ساهمت تجاربها المهنية، خصوصا تعاونها مع أسماء بارزة كمخرجة نرجس النجار، في تعزيز مكانتها داخل الوسط الفني. فقد أتاحت لها هذه التجربة فرصة التعامل مع مخرجات أخريات مثل زكية الطاهري في مسلسل “حميمو”، الذي كان بمثابة منعطف مهم شجعها على اتخاذ القرار المصيري بمغادرة عملها في البرمجة والانخراط كليا في مجال التأليف.
من الأعمال التي تكن لها مكانة خاصة في قلبها، مسلسل “البركة فراسك”، الذي كتبته قبل وفاة والدها بفترة قصيرة، ليعرض لاحقا في السنة نفسها. هذا التزامن جعلها تعيش تجربة وجدانية مؤثرة، إذ ارتبطت أحداث المسلسل بمرحلة حساسة في حياتها الشخصية، وهو ما أضفى على العمل عمقا شعوريا استثنائيا.
وترى فاتن أن المشهد التلفزيوني المغربي بدأ يعرف تحولا ملموسا من خلال دعم القنوات الوطنية للإنتاجات المحلية، مما أتاح للدراما المغربية فرصة المنافسة والتألق أمام الأعمال الأجنبية. هذا التحول ساهم، في رأيها، في إبراز أصوات جديدة وتقديم مضامين تعكس الواقع المغربي بروح فنية مميزة.
بالرغم من ظهورها في بعض الأدوار التمثيلية كما في السيتكوم “الربيب”، إلا أنها لا تعتبر نفسها ممثلة، بل تفضل أن تظل وراء الكاميرا، حيث تجد حريتها في التعبير. وفي إطار رغبتها في التجديد، قررت هذا العام التفرغ لكتابة رواية تحمل توقيعها الشخصي، وهو مشروع يعكس طموحها المستمر نحو التنوع والإبداع.

التدوينة فاتن اليوسفي تتحدث عن مسارها الفني وتفاصيل انتقالها من الهندسة إلى الكتابة الإبداعية ظهرت أولاً على LalaMoulati.Net.


إرسال تعليق

0 تعليقات