بالنسبة للإنسان العادى مواقع التواصل الإجتماعى ما هى إلا مواقع للتواصل مع أصدقاؤه وأقاربه فى العالم الإفتراضى مع قليل من الترفيه وتصفح بعض الإعلانات والفيديوهات ، بينما لمؤسسى هذه المواقع الوضع مختلف تماما فهذه المواقع تعنى أموالا طائلة وأسهم فى البورصة ، كلما زاد عدد المستخدمين ونسبة التفاعل كلما زادت قيمة الأسهم والأموال حتى دخل مؤسسى هذه المواقع إلى موسوعة أغنياء العالم .
بعد سنوات من الإستخدام وازدياد عدد مستخدمى هذه المواقع تطورت هذه المواقع وأصبحت التحديثات بشكل منتظم وأساسى حتى أن بعض التحديثات أصبحت لا تناسب بعض الأجهزة أو بعض الهواتف الذكية ، ثم تطور الحديث عن التطور حتى أعلن أن أحد المواقع الشهيرة أصبح ملكا لشركة بإسم جديد ، وأن التطور قد يصل إلى تجسيد الأصدقاء بتقنية الهولوجرام !! .
ووعود بأنك كمستخدم ستتمكن من التواجد بأى مكان بشكل افتراضى طبعا ، ولا أعلم حقيقة كيف سيمكن تطبيق ذلك دون تعريض بعض الأماكن الهامة بالبلاد المختلفة لإختراق أمنى ؟! أو كيف يمكن وضع ضوابط حتى لا يتم إختراق خصوصية الناس ؟! أيمكن مثلا أن تكون جالسا تشاهد التلفاز بمنزلك وتفاجأ بصديقات زوجتك أو أصدقاء ابنك بالمنزل بخاصية الهولوجرام ؟! أيمكن أن تسافر أنت عزيزى القارئ بلا تأشيرة أو جواز سفر أو أى أوراق أو أموال إلى أى بلد لم ترها من قبل ؟! ألن يؤثر ذلك على أمن البلاد أو على دخلها المادى من السياحة ؟
كلها تساؤلات والحقيقة لا أعلم ما تم الإعلان عنه يمكن تطبيقه أم لا ، شخصيا أشعر بالقلق من هذه التطورات ، فمواقع التواصل الإجتماعى بشكلها البدائى سبق وتسببت بالأذى الكبير فى العلاقات الأسرية حيث تسببت فى ازدياد الفجوة بين أفراد العائلة الواحدة وأصبح التواصل بين الجميع افتراضى ، فكيف سيكون الوضع مع كل هذا الكم من التطور التكنولوجى ؟ وهل سنستطيع مواكبته أم سنرفضه ؟ هل ستضع كل دولة تسمح لمثل هذه التطبيقات بأن تكون موجودة وستستخدمه بين رعاياها قواعد وموانع لتقييد مثل هذه التطورات بما يناسب قوانينها أم ستكون لهذه المواقع مساحة حرية مطلقة ؟ هل هذه التطورات تنبئ بأن العالم سيكون أفضل أم لا ؟ و…..ماذا بعد ؟! .
0 تعليقات