من الطبيعي أن تؤثر الظروف الاستثنائية التي شهدناها العام الماضي على نظرتنا إلى مستحضرات التجميل والعناية بالشعر وطبيعة علاقتنا بها. لكن العطور وحدها هي التي حافظت على مكانتها وقدرتها على السفر بنا إلى عوالم جديدة بعيداً عن جدران المنزل، وعلى خصوصيتها في تذكيرنا بمن نحب وإضافة أجواء حيوية إلى منازلنا.
أما مع عودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، وبداية فصل الصيف، حان الوقت ليكتشف كل منا العطر المثالي لشخصيته. والخطوة الأولى في هذه الرحلة هي التعرف على مختلف الروائح و المكونات العطرية واستكشاف كيفية تفاعلها مع جسم لكل شخص. وعلينا أن نتذكر أن كل عطر يحمل ملامح خاصة يمكن التعرف عليه من خلالها. ويساعد تحديد هذه الملامح، مثل تحليل المكونات المختلفة وتصنيف العائلة العطرية التي ينتمي إليها، على فهم تركيبة العطر لضمان تناغمه مع حالتنا المزاجية وأجواء المكان وطبيعة المناسبة.
في عالم العطور، يتم الاستعانة بالعائلات العطرية كوسيلة لتفكيك وتصنيف رائحة العطر بدلاً من الاعتماد على محتوياته. وتوجد ثماني عائلات عطرية مقسّمة إلى مجموعتين، تتميز الأولى بالدفء، وتضمّ الفوجير والمكونات الشرقية والجلود. بينما تتميز المجموعة الثانية بالحيوية والانتعاش وتضم الحمضيات والأزهار والروائح الفواحة. أمّا عائلتي الشيبر والخشب فهي من العطور التي تجمع بين الدفء والانتعاش.
لا يقتصر اختيار العطر المثالي على الذوق الشخصي بل هو تعبير عن رؤيتنا الخاصة للروائح والذكريات المرتبطة بها، لا سيما وأن الأذواق تختلف من شخص لآخر.
ورغم أن الذوق الخاص وكيمياء الجسم يلعبان الدور الأكبر في تحديد العطر المناسب، يمكن الاستعانة أيضاً بالصيحات الموسمية التي تصدر عن الخبراء. فعلى سبيل المثال، أطلقت دار العطور الفرنسية مافروكي مؤخراً عطرين جديدين خصيصاً لموسم الصيف بإلهام من الأيام المشرقة وليالي السهر الطويلة. حيث يتميز عطر داز برائحة الورود، بينما يفوح ميان عود بعبق العود الفاخر الذي يُعدّ من أكثر المكونات العطرية تفضيلاً. وتتناغم الملامح المميزة للعطرين مع الطقس الدافئ لهذا الموسم، فهي تجمع بين الدفء والجاذبية مع لمسة من الانتعاش. كما تلائم محبي روائح الأزهار والخشب أو عناصر الطبيعة من البحر والثمار الطازجة والنباتات الخضراء.
لكن الخيار الأخير يبقى لمزاج الشخص وذوقه بغض النظر عن القواعد التقليدية للعطور أو خصوصية الموسم، فيمكن اختيار رائحة الحمضيات في الشتاء أو رائحة الفانيليا والتوابل في الصيف طالما أنها تواكب اللحظة والحالة المزاجية.
0 تعليقات