نائب رئيس الهيئة العليا لقطاع التصوير بالمغرب، محمد الحداد: هناك أشخاص بيننا وصل بهم الحال للعوز

محمد‭ ‬الحداد من‭ ‬المصورين‭ ‬البارزين‭ ‬بالشمال،‭ ‬هلا‭ ‬قربت‭ ‬القراء‭ ‬منك‭ ‬أكثر‭.. ‬

محمد‭ ‬الحداد،‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬المضيق‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬1974،‭ ‬الأب:‭ ‬أحمد‭ ‬الحداد،‭ ‬الأم:‭ ‬فاطمة‭ ‬حجاج،‭ ‬متزوج‭ ‬وأب‭ ‬لثلاثة‭ ‬أطفال:‭ ‬الإبن‭ ‬البكر‭ ‬طه‭ ‬تسع‭ ‬سنوات،‭ ‬ورؤى‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭ ‬وريم‭ ‬شهر‭.. ‬

مستواي‭ ‬الدراسي‭ ‬بكالوريا‭ ‬آداب‭.. ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المصورين‭ ‬المحترفين‭ ‬بالفنيدق‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬لقطاع‭ ‬التصوير‭ ‬بالمغرب‭ .. ‬ترعرعت‭ ‬في‭ ‬أسرة‭ ‬محافظة،‭ ‬أبي‭ ‬كان‭ ‬يشتغل‭ ‬بسلك‭ ‬التعليم‭ ‬بينما‭ ‬أمي‭ ‬كانت‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭..‬

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬مسيرتك‭ ‬العملية،‭ ‬كيف‭ ‬ومتى‭ ‬ولجت‭ ‬عالم‭ ‬التصوير؟

كما‭ ‬قلت،‭ ‬والدي‭ ‬كان‭ ‬أستاذا‭ ‬وكان‭ ‬يمتلك‭ ‬آلة‭ ‬تصوير‭.. ‬كنت‭ ‬أسرقها‭ ‬له‭ ‬لكي‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬لبعض‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أحبهاكان‭ ‬شغفي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬انتظار‭ ‬لحظة‭ ‬إخراج‭ ‬صور‭ ‬أبي‭ ‬وبينها‭ ‬صوري،‭ ‬وهنا‭ ‬تم‭ ‬عشق‭ ‬كبير‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬هذه‭ ‬الآلة‭.. ‬كيف‭ ‬سألج‭ ‬ميدان‭ ‬التصوير،‭ ‬بعد‭ ‬مغادرتي‭ ‬للمدرسة‭ ‬اشتغلت‭ ‬بمخبزة‭ ‬بعدها‭ ‬بفترة‭ ‬جاءتني‭ ‬فرصة‭ ‬لعمل‭ ‬بفندق‭ ‬سياحي‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬وسنة‭..‬

اتصل‭ ‬بي‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬بمختبر‭ ‬للتصوير‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬مختبر‭ ‬للتصوير‭ ‬بالمضيق‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬1996 خضت‭ ‬التجربة‭ ‬بل‭ ‬واجتهدت‭ ‬فيها‭ ‬لعشقي‭ ‬الشديد‭ ‬لها‭.. ‬اشتغلت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المختبر‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف،‭ ‬تعلمت‭ ‬خلالها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬أساس‭ ‬المختبر،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أتكلف‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬الصور‭.. ‬أيضا‭ ‬حظيت‭ ‬بشرف‭ ‬تصويردد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬أبرزها‭ ‬الأميرة‭ ‬للا‭ ‬عائشة‭ ‬رحمها‭ ‬لله،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬مصورها‭ ‬كلما‭ ‬طلبت‭ ‬ذلك‭.. ‬ كنت‭ ‬أصور‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬العمالة‭ ‬وكلما‭ ‬أتت‭ ‬شخصية‭ ‬وازنة‭ ‬للمدينة‭ ‬كنت‭ ‬المكلف‭ ‬بتصويرها‭.‬بعد‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف،‭ ‬التحقت‭ ‬بمختبر‭ ‬سمير‭ ‬SMIR‭ ‬بالمضيق‭ ‬لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬ونصف‭.. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬فتحت‭ ‬محلي‭ ‬الخاص‭ ‬وأطلقت‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬استوديو‭ ‬الحداد‭..‬

البداية‭ ‬طبعا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مفروشة‭ ‬بالورود،‭ ‬فقد‭ ‬واجهتنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭  ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬الاجتهاد‭ ‬وإيماني‭ ‬القوي‭ ‬بعملي‭ ‬استطعت‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬وايضا‭ ‬من‭ ‬نواحيها‭ ‬وأبرزها‭ ‬سبتة‭.. ‬وهكذا‭ ‬بدأ‭ ‬اسم‭ ‬استوديو‭ ‬الحداد‭ ‬يحفر‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬الساحة،‭ ‬وفي‭ ‬ظرف‭ ‬وجيز‭ ‬استطاع‭ ‬الأستوديو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬متميزة‭..‬أمام‭ ‬الضغط‭ ‬المتزايد‭ ‬اضطررت‭ ‬لفتح‭ ‬محل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬آخر،‭ ‬أكبر‭ ‬مساحة‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬استطعتتزويد‭ ‬المحل‭ ‬بآلات‭ ‬إخراج‭ ‬الصور‭ ‬وأيضا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الآلات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتصوير‭ ‬وأحمد‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬فضله‭.‬

ماهي‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬مشروعك‭ ‬ناجحا؟

من‭ ‬بين‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬ناجحا‭ ‬ويتقدم‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬دائما‭ ‬هي‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الجديد‭ ‬والصبر‭.. ‬الإنسان‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬دائما‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬وألا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الخلف‭.. ‬أن‭ ‬يغلق‭ ‬أذنيه‭..‬

لم‭ ‬يقتصر‭ ‬عملك‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬الأفراح‭ ‬بل‭ ‬خضت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجارب،‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬ذلك؟

بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬للاستوديو‭ ‬إسما‭ ‬ومكانة‭ ‬بدأت‭ ‬العروض‭ ‬تتوالى‭ ‬علي‭ ‬بتصوير‭ ‬«الشوتينغ»‭ ‬والفيديو‭ ‬كليبات،‭ ‬عروض‭ ‬تصوير‭ ‬الأفلام‭ ‬السينمائية‭ ‬أبرزها‭ ‬فيلم‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬الموت‭ ‬الذي‭ ‬صور‭ ‬بطنجة‭ ‬لمخرجه‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬العرش‭.. ‬أيضا‭ ‬جاءت‭ ‬عروض‭ ‬تصوير‭ ‬المهرجانات‭ ‬أذكر‭ ‬منها‭ ‬مهرجان‭ ‬قفطان‭ ‬فاشن‭ ‬ويك‭ ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬مجلة‭ ‬أسرة‭ ‬مغربية‭ ‬والذي‭ ‬ينظم‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬أيضا‭ ‬هناك‭ ‬مهرجان‭ ‬أتولى‭ ‬تصويره‭ ‬ويقام‭ ‬بمدينتي‭  ‬الفنيدق‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭ ‬الأحجار‭ ‬الثلاثة‭.. ‬تأتي‭ ‬أيضا‭ ‬عروض‭ ‬خاصة‭ ‬لحفلات‭ ‬أعراس‭ ‬في‭ ‬سبتة‭ ‬لنصارى‭ ‬أجانب‭ ‬والتي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أعراسنا‭ ‬المغربية‭ ‬حيث‭ ‬تلبس‭ ‬العروس‭  ‬لبسة‭ ‬واحدة‭ ‬وأخذ‭ ‬أيضا‭ ‬لقطات‭  ‬عندما‭ ‬تخرج‭ ‬العروس‭ ‬من‭ ‬الكنيسة‭ ‬وبعدها‭ ‬يكون‭ ‬الشوتينغ‭ ‬بالنهار‭..‬

كيف‭ ‬ترى‭ ‬اللقطة‭ ‬ومتى‭ ‬تولد‭ ‬الصورة‭ ‬الفوتوغرافية‭ ‬لديك؟

فلسفتي‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬أضغط‭ ‬على‭ ‬الزر‭ ‬وألتقط‭ ‬الصورة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬أقتنص‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان،‭ ‬والنظرة‭ ‬للشخص‭ ‬المراد‭ ‬تصويره،‭ ‬فإذا‭ ‬كنت‭ ‬تريد‭ ‬تصوير‭ ‬العروس‭ ‬والعريس‭ ‬فيجب‭ ‬ألا‭ ‬تغفل‭ ‬لقطات‭ ‬أخرى‭ ‬للفرح‭ ‬وغيره‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬لقطة‭ ‬لها‭ ‬زمنها،‭ ‬وهي‭ ‬كالصياد‭ ‬حين‭ ‬يطارد‭ ‬فريسته‭ ‬لاقتناصها،‭ ‬وأن‭ ‬اللقطة‭ ‬عندي‭ ‬لها‭ ‬زمانها‭ ‬ومكانها،‭ ‬فالصورة‭ ‬الناجحة‭ ‬عندي‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬لسرد‭ ‬تاريخ‭ ‬وحكاية‭ ‬لزمن‭ ‬ومكان‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يصل‭ ‬طموحك؟

طموحي‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬حدود،‭ ‬فكل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬سأصل‭ ‬إليها‭ ‬ستنتابني‭ ‬رغبة‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬ومجال‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬دائما‭ ‬هناك‭ ‬جديد‭ ‬وتقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬وأفكار‭ ‬جديدة‭..‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مصور‭ ‬كيفما‭ ‬كان‭ ‬وأينما‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬القمة،‭ ‬فكما‭ ‬نقول‭ ‬نحن‭ ‬المصورون،‭ ‬نحن‭ ‬كبحر‭ ‬مهما‭ ‬سبحنا‭ ‬داخله‭ ‬فلن‭ ‬إلى‭ ‬مبتغانا‭.. ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تخرج‭ ‬أشياء‭ ‬جديدة‭ ‬وآليات‭ ‬جديدة‭.. ‬فكل‭ ‬يوم‭ ‬هناك‭ ‬الجديد‭.. ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬الآل‭ ‬كانت‭ ‬ميكانيكية‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصورا‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬وتطور‭ ‬الآلات‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬آلة‭ ‬تصوير‭ ‬يعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬مصورا،‭ ‬وأصبح‭ ‬عددهم‭ ‬كبيرا،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬تصفيتهم‭ ‬بالغربال‭ ‬ستجد‭ ‬عددا‭ ‬قليلا‭ ‬للمصورين‭ ‬الحقيقيين‭..‬للأسف‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نتوفر‭ ‬على‭ ‬مدارس‭ ‬للتصوير‭ ‬بالمغرب‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬يعد‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأصابع‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬خصوصا‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬والرباط‭ ‬ويطلبون‭ ‬ثمنا‭ ‬خياليا‭.. ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬كهيئة‭ ‬للتصوير‭ ‬نحاول‭ ‬تقريب‭ ‬المصور‭ ‬أكثر‭ ‬وأن‭ ‬نمكنه‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬التكوينات‭ ‬خصوصا‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭..‬

الأنترنت‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬والتعريف‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬لمحمد‭ ‬الحداد؟

الأنترنيت‭ ‬سيف‭ ‬ذو‭ ‬حدين،‭ ‬وقدم‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬جدا،‭ ‬فالحداد‭ ‬لم‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬التصوير‭ ‬بل‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬نفسه‭ ‬بنفسه‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الميكانيك،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬أتى‭ ‬الأنترنيت‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬الرتوشات‭ ‬على‭ ‬الصور‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الفوتوشوب،‭ ‬أيضا‭ ‬تعلمت‭ ‬برنامج‭ ‬المونتاج‭ ‬وخصوصا‭ ‬اليوتوب‭ ‬فهو‭ ‬مدرسة‭ ‬تعلمنا‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭..‬ لكن‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬النت‭ ‬يعرفنا‭ ‬بالجديد‭ ‬والمصور‭ ‬الحقيقي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يجري‭ ‬وراء‭ ‬الجديد‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬آلة‭ ‬وزوم‭ ‬مختلفين‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬تشتري‭ ‬آلة‭ ‬تصوير‭ ‬جديدة‭ ‬وتبدأ‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬تخرج‭ ‬أخرى‭ ‬أكثر‭ ‬ثمنا‭ ‬وأفضل‭ ‬منها‭.. ‬أيضا‭ ‬اليوتوب‭ ‬جعل‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬وغير‭ ‬الدارس‭ ‬للمهنة‭ ‬شخصا‭ ‬واحدا‭ ‬في‭ ‬الخبرة،‭ ‬فيكفي‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬برامج‭ ‬على‭ ‬النت‭ ‬حتى‭ ‬تتعلم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تريده‭..‬

أكيد‭ ‬أنك‭ ‬تواجه‭ ‬بعض‭ ‬الطرائف‭ ‬أثناء‭ ‬ممارستك‭ ‬لعملك‭.. ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬منها‭..‬

هي‭ ‬طرائف‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى‭ ‬تحدث‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حفل‭ ‬زفاف‭. ‬فمثلا‭ ‬كنا‭ ‬نصور‭ ‬لقطة‭ ‬استقبال‭ ‬العريس‭ ‬لعروسه‭ ‬بالقاعة‭ ‬والمفروض‭ ‬ان‭ ‬العريس‭ ‬يقبل‭ ‬رأس‭ ‬العروس،‭ ‬هنا‭ ‬عريس‭ ‬حفلتنا‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬رأس‭ ‬عروسه‭ ‬قبل‭ ‬عروس‭ ‬النكافة“..‭ ‬

نتحدث‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬تأثركم‭ ‬بجائحة‭ ‬كورونا‭.. ‬كنائب‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬لقطاع‭ ‬التصوير‭ ‬بالمغرب‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المصورين‭ ‬المحترفين‭ ‬بالفنيدق‭.. ‬ماهو‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بقطاع‭ ‬التصوير‭ ‬بالمغرب؟‭ ‬

صراحة،‭ ‬قطاع‭ ‬التصوير‭ ‬بالمغرب‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬نسميه‭ ‬قطاع‭ ‬الحفلات‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تضرر‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬إخواننا‭ ‬بالقطاع‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يبيع‭ ‬أجهزته‭ ‬وآلياته‭  ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬حتى‭ ‬تسديد‭ ‬لقمة‭ ‬عيشه،‭ ‬له‭ ‬ولأولاده،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬عليه‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬لدفع‭ ‬الإيجار‭ ‬وكل‭ ‬واحد‭ ‬الله‭ ‬يحسن‭ ‬عونه“..‭ ‬نحن‭ ‬قطاع‭ ‬نشتغل‭ ‬لنعيش‭.. ‬نشتغل‭ ‬برزق‭ ‬يومنا‭.. ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أول‭ ‬قطاع‭ ‬يتم‭ ‬إيقافه‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬القطاع؟‭ ‬تصوروا‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬إلى‭ ‬غشت‭ ‬والمصور‭ ‬والموسيقي‭ ‬وجميع‭ ‬من‭ ‬يرتبطون‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬لم‭ ‬يشتغلوا‭ ‬ولو‭ ‬ساعة‭.. ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬ماذا‭ ‬سيأكل؟‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬سيعيش؟‭ ‬

هذا‭ ‬موضوع‭ ‬مهم‭.. ‬نرى‭ ‬الشواطئ‭ ‬حدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج،‭ ‬لا‭ ‬تباعد‭ ‬ولا‭ ‬كمامات‭.. ‬الأسواق‭ ‬كما‭ ‬شاهدنا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬النت‭ ‬كلها‭ ‬ممتلئة،‭ ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬الأسواق‭ ‬والمقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬والحمامات‭ ‬إلا‭ ‬قطاع‭ ‬الحفلات،‭ ‬علما‭ ‬أننا‭ ‬قدمنا‭ ‬نموذجا‭ ‬لكيف‭ ‬ستكون‭ ‬قاعة‭ ‬الأفراح‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الكورونا؟‭ ‬صورناها‭ ‬بالمائدات‭ ‬وبكل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الفرح‭ ‬وقدمنا‭ ‬عرضا‭ ‬أن‭ ‬نخفض‭ ‬القاعة‭ ‬للنصف‭ ‬المعتاد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يشتغل‭ ‬القطاع،‭ ‬فأكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭ ‬يشتغلون‭ ‬به‭.‬الحكومة‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬معنا‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬لم‭ ‬تخبرنا‭ ‬حتى‭ ‬بمواعيد‭ ‬فتح‭ ‬القطاع‭ ‬أو‭ ‬ماهي‭ ‬مخططاتها‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬لنا‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬لإدخال‭ ‬أي‭ ‬مصروف‭ ‬لعائلاتنا‭.. ‬راسلنا‭ ‬الحكومة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬مجيب‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬عملنا‭ ‬لقاءات‭ ‬وقد‭ ‬وعدنا‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أنه‭ ‬سينظر‭ ‬لملف‭ ‬مطلبنا‭ ‬بعد‭ ‬العيد‭ ‬ومازلنا‭ ‬ننتظر‭..‬

كيف‭ ‬ترى‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬الأخير؟

أود‭ ‬أن‭ ‬أقول:‭ ‬ماجدوى‭ ‬فتح‭ ‬الشواطئ‭ ‬والمقاهي‭ ‬والأسواق‭ ‬للعموم،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬يكثر‭ ‬فيها‭ ‬الازدحام‭ ‬ويقل‭ ‬فيها‭ ‬النظام،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬استثنيت‭ ‬فيه‭ ‬المهن‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأعراس‭ ‬والحفلات‭ ‬من‭ ‬مباشرة‭ ‬عملها،‭ ‬رغم‭ ‬إمكانية‭ ‬التحكم‭ ‬فيه‭ ‬وفق‭ ‬الضوابط‭ ‬المطلوبة‭.‬ كذلك‭ ‬أقول‭ ‬إننا‭ ‬نشعر‭ ‬كقطاع‭ ‬حفلات‭ ‬ومصورين‭ ‬بالخصوص‭ ‬أننا‭ ‬الأفراد‭ ‬الوحيدون‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬القطاعات‭.. ‬ أدعو‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬مكاننا‭ ‬كي‭ ‬يشعر‭ ‬بمأساتنا‭.. ‬كنا‭ ‬نطمح‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬أن‭ ‬نشتغل‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬وندفع‭ ‬ديوننا‭ ‬التي‭ ‬علينا،‭ ‬لكن‭ ‬الجائحة‭ ‬قلبت‭ ‬الموازين‭ ‬والحكومة‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬أبسط‭ ‬حاجيات‭ ‬العيش،‭ ‬ماذا‭ ‬نفعل،‭ ‬هل‭ ‬نسرق؟

أيضا‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بإيقاف‭ ‬السفر‭ ‬عبر‭ ‬المدن‭ ‬هو‭ ‬قرار‭ ‬خاطئ‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة،‭ ‬كيف‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬قرارا‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ ‬وتخلق‭ ‬ذعرا‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وتجعلهم‭ ‬يخرجون‭ ‬وتنتشر‭ ‬كورونا‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى؟‭.. ‬متمنياتي‭ ‬وقبل‭ ‬إصدارها‭ ‬أي‭ ‬قرار،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تناقشه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجوانب‭ ‬فهي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مليون‭ ‬مغربي‭.. ‬وبالنسبة‭ ‬لقطاعنا‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬ملفنا‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتوفون‭ ‬ببطء‭ ‬بسبب‭ ‬الحاجة‭ ‬والديون‭.. ‬

إرسال تعليق

0 تعليقات