البروفيسور رجاء أغزادي: سرطان الثدي في تسارع.. لا أبثر الثدي إلا للضرورة وأستأصل الورم مع التجميل

إسمها نقيض لليأس وهو الأمل والطلب المهذب.. بسيطة في تعاملاتها، متزنة في كلامها ومحترفة في أعمالها.. إنجازاتها تحتاج إلى مجلد للحديث عنها، فهي امرأة مميزة بمعنى الكلمة، فنانة ورسامة ودبلوماسية وبروفيسورة وجمعوية وأم وزوجة ناجحة في حياتها.. تتمتع بكاريزما خاصة وصادقة تجعلك تحبها وترتاح للحديث معها من أول وهلة..

كانت أصغر طبيبة في دفعتها حيث لم تتجاوز الواحد والعشرين سنة عندما تخرجت، وكانت أيضا من أوائل الجراحات المغربيات اللواتي يثقن مهنة كانت تقتصر فقط على الرجال.. وبما أنها لا تكل ولا تمل من طلب العلم والمعرفة فقد ثابرت إلى أن أصبحت بروفيسورا في الجراحات العامة والجراحات الهضمية وسنها لم يتعد الثلاثين سنة، ليقودها حبها للمرأة وحنينها إلى مساعدتها للتخصص في جراحة الثدي والأمراض السرطانية.. الكل يقول إنها جراحة ليست كغيرها من الجراحين، يديها فيهما بلسم وشفاء، ولا تقوم ببثر الثدي إلا للضرورة القصوى لكن رغم ذلك فهي تعوضه في نفس الوقت بعمليات تجميلية حتى لا تشعر المرأة بالنقص.. تجدها ترتحل هنا وهناك في مختلف دول العالم، ففي الدول المتقدمة تدرس شهريا أحدث ما يتوصل إليه العلم في مجالها، وفي العالم النامي تقدم مساعدات وأجهزة طبية وتجري جراحات وتساعد في شفاء الكثيرات.. وبما أنها تعشق بلدها لحد الجنون الذي تشرفه وترفع اسمه عاليا مع كل الشخصيات الوازنة التي تلتقي بهم، فهي لم تنس أبدا مساعدة نساء بلدها حيث أسست جمعية قلب النساء لمساعدة النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي، فأجرت آلاف الآلاف من العمليات المجانية وما زالت تصر على تقديم الأكثر والأكثر.. هي سفيرة فوق العادة، تقدير لجهودها منحتها دولة غامبيا لقب قنصل فخري، رغم أنها تستحق أن تتقلد منصب سفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة نظرا لكل الأعمال التي قدمتها وتقدمها، ومن أراد الدليل فليزرها بعيادتها ويسمع ما تقوله النسوة وأحيانا يصادف حالات لنساء يبكين فرحا ويقبلن رأسها احتراما وعرفانا بالجميل لأنها منحتهن الحياة بعد الله عز وجل.. بل وتلمح في عيونهن الكلمات الشعرية: يا رجاء العيون في كل أرض…. لم يكن غير أن أراك رجائي.. إنها البروفيسور رجاء أغزادي التي التقتها “أسرة مغربية” بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسرطان، وكان حديثا شيقا قربنا أكثر من رجاء ملاك الرحمة وعرفنا عن الكثير عن السرطان الذي يحمله أجسامنا وينتظر الفرصة للفتك بنا.

منال شوقي

aghzadiنبدأ حوارنا بالحديث عن رجاء أغزادي، المرأة المميزة والفنانة والرسامة والديبلوماسية والجمعوية والجراحة والبروفيسورة.. من هي رجاء في كل ذلك، والزوجة والأم والطبيبة؟

رجاء قبل كل شيء هي إنسانة كباقي النساء لديها طموح وهاجس كبير وهو صحة المرأة التي هي نواة المجتمع.. بالنسبة لزوجي فقد ساعدني كثيرا وأنا لا أنكر فضله علي بعد الله عز وجل، ففي العادة يقولون، وراء كل رجل عظيم امرأة، وأنا أقول وراء كل امرأة ناجحة زوج عظيم.. زوجي هو من دفعني للنجاح، فأن تعمل امرأة في مجال الجراحة مدة 35 سنة وتستقبل اتصالات في كل الأوقات، في الثانية أو الرابعة صباحا وتجد تفهم زوجها فهنا نرفع القبعة لهذا الزوج احتراما.. زوجي لم يصرخ في وجهي أبدا بسبب غيابي المتواصل عنهم واهتمامي الأكبر بمهنتي بل بالعكس كان ومازال فخورا بي.. لقد كان مساري المهني طويلا جدا ويحمل بين طياته العديد من الصعوبات والأشواك، مازلت أتذكر حينما أردت الحصول على درجة بروفيسور وبسبب الامتحانات لم أخرج من غرفتي ومنزلي حوالي السنة، كانت غرفتي كلها كتب ومراجع، في السقف وعلى الحائط والأرض، وهنا أحيي زوجي على صبره ومساندته التي كانت بمثابة القوة التي أتزود بها أثناء صعودي سلم النجاح..

أبنائي “الله يرضى عليهم”، فأن تعملي في مجال كمجالي وتلدين وتربين فهذا ثقل لا تشعر به إلا من تعملن مثلي أو مجالات مشاهبة. والحمد لله أن رزقني الله ابن وابنة استطعت تربيتهما تربية مستقيمة مبنية على النزاهة والمبادئ والاحترام..

اهتمامي بالطب يعود إلى الطفولة حيث قررت وأنا في سن صغير جدا أن أصبح طبيبة جراحة، وما جعلني أتوجه إلى جراحة الثدي خاصة، رغم أن تخصصي جراحة عامة والجراحات الهضمية، أنني رأيت بأم عيني حالات لنساء تولين أهمية لأولادهن وأزواجهن بدل أنفسهن ويهملن أثداءهن إلى أن تصل إلى درجة مهولة.. ومنذ أكثر من عشرين سنة وأنا أمارس جراحة الثدي وأقوم بتطوير  جراحتي حسب آخر ما يصل إليه الطب الحديث. فأنا لا أفوت أي فرصة لحضور أي اجتماع أو لقاء عالمي يخص هذا المجال، تجدونني حاضرة بقوة لجلب ما هو أفضل وأحدث للمرأة المغربية، لأن الجراحة الآن تطورت بكيفية كبيرة، ففي الثمانينيات عندما بدأت بالجراحة كنا عندما نتحدث عن مشكل بالثدي فالبتر يكون هو الحل الوحيد، أما اليوم فباتت العمليات لا تقتصر على الجراحة بل التجميل في نفس الآن، وهذا الهاجس هو الذي كان يمنحني الدينامو للاهتمام بالمرأة وعدم شعورها بالنقص حال فقدان ثديها.

aghzadi-115 سنة ونصف هي السن التي حصلت عليها على الباكالوريا، 21 سنة كنت أصغر طبيبة في دفعتها.. 30 سنة كنت بروفيسور في الجراحة، حدثينا عن هذه المسيرة؟

هناك الكثير ما يقال.. لقد كنت من بين الأوائل في الجراحة بالمغرب، فقد كانت هناك زميلات أخريات ولكن كنا نحن الأوائل.. طريقنا لم يكن سهلا وكان الزملاء الرجال يستغربون توجهنا بل وينصحوننا باختيار توجه آخر غير الجراحة لكن المفرح في الأمر هو دعم أساتذتنا وقد كان ذلك فخرا لنا.. وهنا أستغل الفرصة لأحيي أساتذتي تحية كبيرة جدا منهم من قضى نحبه وأطلب من الله عز وجل أن يرحمهم ومنهم ما زال على قيد الحياة أدعو لهم بطول العمر، منهم على سبيل الذكر البروفيسور التونسي والمعوني وبلماحي..، كلهم كانوا يفتخرون بالإشراف على تكوين وتعليم نساء.. أتذكر أن البروفيسور بنشقرون كان لا يخفي فخره الكبير بكونه يكون امرأة وهذا ما منحنا قوة للمضي قدما في مجال ذكوري يعتمد بالدرجة الأولى على القوة الجسمانية والعقلية.. كانت تأتينا حالات حرجة جدا، فهذا داسه قطار وقسمه إلى نصفين وآخر مرت عليه شاحنة وثالث أمعاؤه خرجت من بطنه وغيرها من الحالات التي تحتم عليك أن تقرري خلال ثواني فقط لإنقاذ حياة شخص وبسرعة خارقة، وتلك السرعة لا تقوديها لوحدك بل معك مجموعة من الأطباء والمساعدين الذين يراقبونك وينتظرون منك كامرأة أضعاف الأضعاف حتى يعترفوا بتفوقك، ولا ننسى أيضا ضغط مجال العمل خصوصا أنني اشتغلت في جراحة المستعجلات لسنوات عديدة..

تترأسين جمعية قلب النساء التي تحارب سرطان الثدي، كيف انطلقت حربك على السرطان؟ وما الذي حققته الجمعية لخدمة الآخرين؟

انطلاقة الجمعية كانت مثل الأحجية، كنت جراحة في الجهاز الهضمي وكنت أعمل بمستعجلات الدار البيضاء، وكان إيقاع العمل هناك سريعا جدا، وقد لاحظت أن بعض النسوة تأتين في حالة يرثى لها وقد أصبح الورم متفاوتا، بدأت أبحث عن أسباب وصول هؤلاء النسوة لهذه المرحلة المتطورة فكانت النتيجة هي صعوبات تتكبدها المريضة انطلاقا من مستوصف الحي مرورا بالمستشفى و.. إلى أن تصل إلى المستشفى الجامعي. وقد قدرت المدة التي استغرقتها المريضة حوالي السنتين، تصورا معي سنتان بالنسبة للسرطان، ماذا يعني وإلى أي حد ينتشر؟ لهذا قررت بمعية مجموعة من المتطوعين أن نذهب نحن ونتقرب من النساء بالبوادي وبالجبال والمناطق النائية ونساعدهن.. فأنا أحب العمل الإنساني وأحب مساعدة الآخرين وأحب أكثر بلدي، ففي اليوم الذي لا أعطي فيه أشعر بأنني ثقيلة على المجتمع.. لقد زرنا حوالي 36 فضاء بالمغرب خصوصا القرى والمناطق النائية، ورأينا أمور مهولة، نساء يعشن مع أثداء في حالة كارثية، نساء ينتظرن حصاد السنة حتى يمنحهن أزواجهن 10 دراهم لتستقلن حافلة وتذهبن إلى المدينة لزيارة الطبيب.. وهنا أتحدث عن 15 سنة قبل، أما الآن فالأمور تغيرت بفضل مؤسسة للا سلمى والتي بدعمها والحملات التحسيسية على التلفزيون لم نعد نرى الأورام ذات الأحجام الكبيرة..

وكامرأة تغار على النساء توجهت للثدي لأن له جمالية خاصة، فهو يمنح الحياة وهو روح المرأة وهذا سبب تسميتنا للجمعية التي بدأت نشاطها في 2001.. لقد حققت جمعيتنا الكثير، زرنا خلالها 36 منطقة وكلنا حماس مع العديد من الهيئات المحلية، حيث تتجند معنا وزارة الصحة والسلطات المحلية التي تأتينا بالنساء ويمنحوننا فضاء لحملاتنا التحسيسية وللكشف، ولا يقتصر عملنا على التوعية بل نساعد النساء اللواتي تعانين من الورم ونأخذ حالتهن على محمل الجد، وبمساعدة وزارة الصحة، التي أوجه لها تحية تقدير واحترام،  نجري عمليات جراحية وعلاجات للمصابات في المستشفيات ويقدم لنا أيضا سكان المناطق دعمهم لشراء المواد الكيماوية العلاجية.. بعد وصول جمعية للا سلمى، منحت الحملات التحسيسية شعاعا أكبر والدليل تلك المستشفيات المتخصصة في ذلك.. تطورت الأشياء ومعها طورنا وسائل عملنا، وهذا التطور لم يقتصر فقط على المغرب بل في إفريقيا أيضا..

aghzadi2نتحدث عن هذه النقطة، مساعداتك ومساهماتك وإنجازاتك تعدت حدود الوطن لتصل إلى إفريقيا جنوب الصحراء.. حدثينا عن هذه التجربة..

زرنا سبع دول، وكما المغرب نعاين النساء ونجري لهن جراحات في نفس الوقت ونقدم أيضا العلاجات.. لقد عملت جمعيتنا والمؤسسات المحلية في تلك الدول يدا في يد لمحاربة السرطان.. فسرطان الثدي ليس له لون أو حدود وهو يخصنا جميعا..

رجاء أغزادي قنصل فخري لدولة غامبيا بالمغرب.. كيف ولماذا؟

حظيت بشرف القيام بنشاطات إنسانية في تلك الدولة، وتم منحي هذا اللقب الشرفي.. فالعمل الذي قمت به في تلك الدولة وغيرها والأجهزة التي أقدمها بل ومازلت وأيضا العديد من الأعمال الإنسانية جعلتني أحصل على هذا اللقب..

aghzadi0خضت العديد من التكوينات بأوروبا وبعدد من الدول المتقدمة لاستعمال تقنيات خاصة لجراحة الثدي مع الحفاظ على جماليته.. حدثينا أكثر عن ذلك..

الحديث كثير عن هذه التقنيات التي أفتخر بها والتي دخلت إلى المغرب بل وهناك عدد من الزملاء يعملون بها وأدت إلى ضبط جراحة الثدي ببلدنا.. هذه التقنيات تبقى على تواصل مع أوروبا وأمريكا وجميع الدول المتقدمة حتى ترى أحدث ما استجد في عالم هذا النوع من الجراحة.. أنا أهتم كثيرا بالثدي الذي نقوم بفتحه لكن الأهم أن نترك له جماله وشكله، وهي تقنيات جد دقيقة نأخذها من الجراحين التجميليين فإذا ما نزعنا الورم وحصل ثقب كبير في الثدي فإننا نقوم بتجميله ومحاولة إعادة شكله السابق وهي تقنية تعلمتها بباريس والحمد لله انتشر هذا النوع من الجراحة وموجود بالمغرب حتى تعرف النساء أن كل ما ينجز بفرنسا موجود ببلدنا..

إن استئصال الثدي يكون في حالتين، إما أن يكون الورم كبيرا وهنا نستأصل الثدي مرغمين، أو نستأصل الثدي كذلك لأن الورم يكون منتشرا حتى لو كانت التوقعات جيدة ويتطلب فقط الجراحة لكن فاتورته ثقيلة وهي الاستئصال، وهذا الورم يسمى l’intracanalaire، أي أنه مازال في الأنابيب ولم يخرج منها، وبحكم أن هذه الأنابيب كل واحدة تصب في الأخرى، فهذه الخلايا تلتقي في تلك الأنابيب، وهنا يتوجب علينا الاستئصال، وفي هذه الحالة نكون مرتاحين لأننا نعرف أن التوقعات قد تصل في الشفاء إلى 100 بالمائة لكن ضريبته كبيرة ورغم ذلك فإننا نجري ما يسمى بتعويض الثدي والذي يوجد في حالات ثلاث:

  • التعويض بالجراحة الترقيعية والتي نعمل بها..
  • هناك ما هو أرقى بحيث نأتي بقطع من اللحم من الظهر أو البطن لتعويض ذلك الثدي..
  • هناك طريقة أخرى وهي التي تأخذ اهتمامي اليوم، وأصر على حضور تكوين في ذلك كل آخر شهر لضبط ما أراه وأريده للمرأة المغربية، هذه الطريقة تعمل على الشحم الذي يتواجد في مناطق معينة من الجسم ونملأ به مناطق الثدي، وهنا نضرب عصفورين بحجر، نخلص المرأة من السمنة ونمنحها ثديا يبرز مظهرها طبيعيا، فأنا لا أحب أن تقول الأنثى استأصلت المرض وكفى، فجمال المرأة هو توازنها البسيكولوجي وهو جمال هندامها..

هل هذه العملية متاحة بالمغرب؟ وكم كلفتها؟

نعم متاحة، أما عن التكلفة فلا أستطيع تحديدها لكن تبقى باهظة الثمن، لكن كيفما كانت التكلفة فتوازن المرأة النفسي وجمالها ليس له ثمن..

aghzadi435 سنة من الممارسة، ما الذي ربحته رجاء في حياتها الخاصة والعملية وما الذي خسرته؟

ربحت ابتسامة المريض وهو معافى، وهذا أفضل ما يقدم لي، فعندما نرى غرغرة في أعين نساء يطلبن إنقاذهن، وبعد العملية ترى نظرة فرحة بالحياة فذاك أحسن جزاء لي.. ما خسرته أنني لست ممن يتبعن الموضة ولست على دراية معمقة بما يجري في العالم من أحداث ولا أعرف الطهي، وهنا أحيي زوجي مرة أخرى لأنه لم يحاسبني يوما.. هذا ما خسرته لكنها ضريبة ندفعها للنجاح..

إذا أردنا رقما عن عدد العمليات والنساء اللواتي تم إنقاذهن، كم يبلغ؟ وما هي الحالات التي أثرت فيك؟

بالنسبة للعمليات هي تقدر بآلاف الآلاف، أما عن الحالات فيمكنني القول إنها كلها أثرت في، وإذا تحدثنا عن الثدي فهناك حالتان وهي المرأة التي لا أجد دعم زوجها، فأنا عند الكشف أقول للزوج نصف العلاج أنا ونصفه أنت، وهناك أزواج يستجيبون وآخرون لا.. وهنا أوجه ندائي للأزواج، فلا أحد يعرف كيف سيكون مساره أو نهايته.. والدعم النفسي للزوج لا يؤثر نفسيا بل أيضا في الخلايا وهناك براهين أثبتت ذلك وأن الدعم يجعل الخلايا السرطانية تتوقف..

aghzadi3ونحن نحيي ذكرى اليوم العالمي للسرطان، ما هي الإحصائيات التي تتوفرون عليها كأخصائية عالميا محليا؟

عالميا يفوق المليون حالة، وفي فرنسا أكثر من 45 ألف حالة سنويا.. في المغرب بين 12 ألف و15 ألف حالة في السنة سرطان الثدي.. أما السرطان عامة ليست لدي إحصائيات لكنه للأسف في تصاعد مهول، فلم يعد بيت أو عائلة يخلو من هذا الداء ولا توجد عائلة لم تقاومه.. وهذا سببه نوعية الحياة التي أصبحنا نعيشها وإيقاعها المتسارع والقلق الذي لا يتحمله جسم وخلايا الإنسان.. أيضا ما نأكله، وصدق أن السرطان موضوع في الطبق، وأنا أتألم عندما أرى الأفراد يتصارعون فيما بينهم وهذه الحروب والمعارك التي تذهب بحياة الإنسان، أقول إن الإنسانية تذهب بالسرطان فلا نزيد عليها تلك المشاحنات..

السرطان، هل هو مرض مميت وكيف يعرف الشخص أنه مصاب بداء السرطان؟

لا أريد أن تتسرب هذه الجملة إلى الأذهان بأن السرطان مميت، السرطان يعالج حتى 100 بالمائة إذا أخذ في بدايته وهناك نعود إلى التحسيس.. فسرطان الثدي وجميع السرطانات تعالج عندما يكون صغيرا.. والعلاج والشفاء أمران مختلفان، فعلاج جميع أنواع السرطان موجود بالمغرب، أما الشفاء فهو مرتبط بحجم الورم، فكلما كان هذا الأخير صغيرا كلما كان الشفاء ممكنا، وبما أن الورم أصبح واقعا اجتماعيا عالميا فيجب على كل شخص أن يعرف علاماته وأن يكون متيقظا لأي جديد يطرأ على جسمه من سيلان في أي مكان، الأنف أو الثدي أو الجهاز التناسلي..، هنا يجب أن نعرض أنفسنا على الطبيب خصوصا بعد بلوغ الشخص سن الأربعين، في الغالب إذا ظهر شيء من ذلك أو كرة أو كويرة لا تكون بالضرورة سرطانا، لكن إن كان فعلاجه والقضاء عليه وهو صغير أفضل بكثير من انتشاره.. بالنسبة للأجهزة الجسمية الأخرى، حتى وإن صعب تشخيصها ظاهريا فلا بد أن يكون هناك مؤشر ما يدل على وجود طارئ بالجسم..

aghzadi6هل صحيح أن المناعة تلعب دورا في ظهور المرض، حيث إنه من المعروف طبيا أن كل إنسان تظهر لديه بين الفينة والأخرى بعض الخلايا السرطانية لكن جهاز المناعة في الجسم يقوم بالقضاء عليها مباشرة ولا يسمح لها بالبقاء؟

هذا أكيد.. يجب أن نعرف أن الخلايا السرطانية تسير في أجسامنا وهي توجد عند كل البشر.. هي خلايا خبيثة وماكرة، تدور وتنتهز فقط الفرصة للبروز فما إن تتساقط المناعة تظهر، وهنا يجب أن نعرف كيف تكون المناعة قوية وكيف تسقط. القلق يخفض المناعة، وقد نجد أن عددا من الأفراد الذين وقعت لهم صدمات يظهر لديهم المرض، لهذا يجب علينا الانفصال نهائيا عن كل ما يثير قلقنا وألا نضغط على أعصابنا كثيرا لأن ذلك يضعف المناعة التي تؤدي إلى ظهور للسرطان..

هل هناك أسباب أخرى لظهوره، وماهي عوامل خطره؟

تحدثنا عن الضغط والأكل.. فإذا استطعنا يجب أن نحذر من المأكولات التي تحتوي على مواد ملونة أو كيماوية أو حافظة والمعلبة كذلك.. إذا تجنبنا ذلك وأسسنا وجباتنا على الفواكه والخضر والسمك، هنا سنقضي عل الكثير من الخلايا الخبيثة.. القلق أيضا تمت برهنته بأنه يؤدي إلى السرطان، هناك أيضا العامل الوراثي، ولا ننسى أيضا عامل السمنة..

aghzadi7كيف ينتشر السرطان في الجسم وهل له سن محدد؟ وهل تصاب فقط النساء بسرطان الثدي؟

الرجال يصابون أيضا بسرطان الثدي لكن بنسبة 2 بالمائة.. لهذا التحسيس يجب أن يكون حتى للرجال، أما بالنسبة للسن فسرطان الثدي نادرا ما يصيب من هن أقل من 30 سنة ويظل ضئيلا مقارنة مع الأنواع الأخرى خصوصا سرطان الطفل الذي يصاب به الأطفال..

ماهي مضاعفاته؟

إذا أخذ صغيرا يشفى الشخص منه ويتم القضاء عليه بالجراحة والأشعة والكيماوي، لكن إذا كبر الورم وانطلق في الجسم هنا يصعب التغلب عليه..

يقال إن الكثير من الحالات يعود إليها الداء بعد مدة، هل هذا صحيح؟

لا يمكنني أن أنفي ذلك، هنا نعود إلى ما قلناه سابقا أن الخلايا الخبيثة تدور وتنتهز الفرص، ونحن نبقى في مراقبة دورية مع مرضانا، في البداية كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وهذه المراقبة تحسبا لعودة المرض.. وأصر على إذا كان الورم صغيرا تكون المراقبة ونكون مرتاحين لأننا في طريق الشفاء بينما إذا كان الورم كبيرا نبقى متيقظين ونطلب ألا تكون هناك مفاجآت..

كيف يتم العلاج من هذا الداء؟

هناك أربع مراحل:

  • الجراحة مع ما هو أحدث من حيث التقنيات، وأعيد وأؤكد أن ذلك العضو ينجز بجراحة خاصة بالاسئصال والتجميل في نفس الوقت..
  • الأشعة أو “الراديو طيرابي” تعطى عن طريق جهاز بشكل يومي..
  • الكيماوي أو “الشيميو طيرابي” وهي مواد كيماوية تقتل تلك الخلايا الخبيثة وتجعل الجسم خاليا منه.
  • Hormonothérapie  والتي تعطى بوقت طويل يصل إلى خمس سنوات..

كم تتطلب مدة العلاج؟

أقول للنساء امنحنني 6 أشهر من حياتكن لمقاومة المرض والخروج من ذلك النفق..

aghzadi9متى يكون السرطان خطرا لا يمكن التغلب عليه؟

لا يمكننا قول ذلك، فالطبيب دائما لديه أمل، ولا بد أن نقاوم ونعالج المرض.. في بعض الحالات يكون الورم كبيرا والسرطان منتشرا في عدد من الأعضاء وهنا تصعب علينا معلاجته..

هل صحيح أن هناك أغذية تحارب السرطان؟

أبدا، هناك فقط أغذية تصعد المناعة وخصوصا تلك الغنية بفيتامين ” C”..

الاهتمام بالمرض بات أمرا دوليا نظرا لخطورته، فآخر ذلك إطلاق أوباما “مبادرة” لعلاج مرض السرطان وتعيين بايدن رئيسا لها، كما أن اليابان تعتزم تصميم هاتف جديد يكشف عن المرض بناء على تنفس الإنسان.. لكن رغم كل ذلك فالجهود المبذولة عالميا تنصب فقط على كيفية قتل الخلايا السرطانية ولا تلتفت إلى البحث عن كيفية اجتثاث المرض من جذوره.. ما تعليقكم؟

هي مسائل جيدة حتى يعي الجميع مدى خطورة المرض، لكن ما يصعب على العلم معرفته هو متى تظهر تلك الخلية الحمقاء التي تجنن الجسم بأكمله، فلا يمكن معرفة الورم إلا إذا كانت هناك خلايا.. وللأسف فالعلم مازال لا يمكنه إثبات أول خلية وإذا استطعنا للوصول إلى ذلك ساعتها ينقطع السرطان..

aghzadiiنبقى مع الدراسات والتي آخرها لسعة دبور بوليبيا البرازيلي التي تقول إنها تساعد على الشفاء من السرطان لوجود سم يحتوي على مصل يدعى  MP1 له القدرة على قتل الخلايا السرطانية دون التعرض للخلايا السليمة.. تعليقكم؟

أولا هذه النتائج لا تنطبق على الجميع.. فالخلايا السرطانية فيها أنواع وأنواع، ربما قد تكون قضت على نوع واحد لكن ليس كل الأنواع.. ثانيا هي مسائل تجعل المناعة ترتفع لتجعل خلايا الدفاع تبتلع الخلايا السرطانية.. وهناك نقطة يجب ألا نغفلها هي أن المرض يمكن أن يكمن فترة بسبب اتباع علاج معين لكن سرعان ما يبدأ في الانتشار..

نختم بنصيحة توجهينها للقراء كأخصائية متمكنة؟

يجب أن يعي المرء ما الذي يقع في جسمه من تغيرات وأن يلجأ إلى الطبيب فورا.. كما يجب عليه أن يتبع نمط حياة صحي وأن يهتم بتغذيته ويبتعد عن كل مواد ممكن أن تسبب له المرض.. أيضا يجب أن يبتعد الجميع عن أي ضغوطات أو توثرات نفسية فالحياة لا تستحق.. ولا ننسى ممارسة الرياضة فهي مهمة جدا للجسم فهي تعطي حيوية وتفرز هرمونات تحارب الخلايا الخبيثة..

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

 

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات